سابحة لربها Admin
عدد المساهمات : 1084 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 64
| موضوع: الـــزائـر الأخيـر السبت مارس 02, 2013 7:07 am | |
| سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تزود للفراق وتهيأ للرحيل وتجهّز ... قبل أن يأتيك ملك الموت
لماذا نكره الموت ؟! مع أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين خُيّر بين البقاء في الدنيا والموت قال " بل الرفيق الأعلى " وعلى دربه سار الصحابة الذين كانوا يرحبون بالموت ويحسنون استقباله
ترى ما الفرق بيننا وبينهم ؟! لماذا نكره قدوم الموت ونرتعد من ذكره ؟!
نعم هناك أسباب وهي :
الحياء من الله
لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه فكيف تحب لقاء الله وقد عصيته ؟!
ولو كنت موظفا وتأخرت .. أو تلميذا وتهاونت .. أو ابنا صالحا وعصيت والدك كيف حالك مع هؤلاء الخلق .. مديرك أو أستاذك أو والدك ... أيهما أعظم الخلق أم الخالق ؟!
اسأل قلبك واستفت عملك ..
تقصيرنا .. وعصياننا .. وحياؤنا من الله يجعلنا نكره الموت
أين النزول وإلام المصير ؟!
نعم .. فإنما هي ساعة الموت ولا ندري أين يذهب بنا ... إنها لحظة فتح باب الله لك ولا تدري أيفتح بالقبول أم بغيره
قلة الزاد
" وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الوت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين "
وأنت .. ما أخبار زادك ؟
بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟ وبكم يوم صمته في شدة الحر اتّقيت حر جهنم ؟ بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد ؟ إن الزاد هو عملك الصالح فأكثر من زادك
الإسراف على النفس
كل مسرف يخاف القدوم .. ويهاب الموت ... أساء فخاف .. ولكن إذا مات لاق ما كان يحذر .... لذا وجب أن يكون هناك برقيات قبل الوصول منها
المرض
أخي .. من استبعد موته وأطال أمله ونسي قبره فليقرأ موعظة الحسن البصري " من لم يمت فجأة مرض فجأة فاتقوا الله واحذروا مفاجأة ربكم "
ولما مرض عبد الملك بن مروان مرض الوت جعل يلوم نفسه ويقول : "وددت أنني كنت اكتسبت يوم بيوم ما يكفيني وأشتغل بطاعة الله "
فذكر ذلك لأبي حازم فقال : الحمد لله الذي جعلهم يتمنون عند الوت ما نحن فيه ولا نتمنى عند الوت ما هم فيه أسمعت ؟! أفهمت ؟!
الشيب
اعمل في شبابك قبل مشيبك فإن في المشيب تقصر الهمة وتخور القوة وتضعف الإرادة ولا تسعف الطاقة
إن الشيب يخبر بدنو الأجل وقرب الوصول بعد السفر ورحم الله الحسن البصري حين أيقظ الشيوخ بقوله : يا معشر الشيوخ .. ما ينتظر بالزرع إذا بلغ ؟! قالوا : الحصاد
وأيقظ الشباب بقوله : يا معشر الشباب .. إن الزرع قد تبلغه العاهة قبل أن يبلغ
فراق الأحبة
كان موت الأحبة يزيد السلف جدا واجتهادا فهو يعلم أنه كاد أن يكون مكانه
افهم هذا .. كان ملك الموت قريبا منك حين قبض جارك أو أخاك .. وكان من الممكن أن يغيّر وجهته ويقبضك .. ولكن الله أعطاك فرصة أخرى ومد لك في العمر .. فها تفيق ؟!
يـا ســاهيـا عمـا يـــراد بــه ------ آن الـرحيل ومـا حصّلت من زاد
ترجو البناء صحيحا سالما أبدا ----- هيهات أنت غـدا فيمن غدا غاد
الواعظ الصامت
إنه القبر .. كم وعظك حين زرته .. إن كنت تشكو قسوة القلب .. والرجوع إلى الذنب .. ونكث العهد مع الرب .. إذا ما استمعت إلى وعظه
اعلم .. أن القبر منتظرك غير متململ .. وأنت إليه متقدم غير متراجع
أخي .. أتظن أن ميتا يود أن يرجع إلى الدنيا فيزيد من عمله الصالح ويستغفر من ذنوبه .. بلا شك نعم ... فما بالنا ما حصّلنا درجة ميت
كيف تذكر الموت ؟
اللسان والقلب والجوارح ذكرها للموت هو تذكرك للموت
نعم .. فكل يوم نموت ونحيا .. ننام ونصحو .. إلى أن يأتي اليوم الذي ننام لنستيقظ على نفخة الصور يوم القيامة
لذا .. اذكر موتك كل ليلة مع نومك .. فرُبّ شروق بلا غروب .. رُبّ ليل بلا نهار .. كم رجل أمسى من أهل الدنيا وأصبح من أهل الآخرة
ولعل من التذكرة بالموت .. العزاء واسمع قول الشاعر
إني معزّيك لا إني على ثقة -------- من الخـلود ولكن سنّة الدين
فـما المعـزّى ببـاق بعد ميته ------- ولا المعزّي ولو عاشا إلى حين | |
|