Admin نور Admin
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 13/06/2012
| موضوع: | العبــــادات الـقـلبيـــة الخميس أبريل 04, 2013 11:49 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههذه سلسلة محاضرات مفرغة اسبوعية عن العبادات القلبيةسأنقل المحاضرات الثلاث الأولى والتي تم تفريغها ثم بعد ذلك كل اسبوع انقل المحاضرة التي يتم بثها وتفريغها بالجامعة العالمية للقرآن والسنة
:: الدرس الأول من دورة " العبادات القلبية ":: الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ بهمن شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلنتجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر. وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنتالعليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمنا،وأرِنا الحــق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادكالصالحين. سنبدأ بإذن الله فى عبادات قلبية فلما نعرف أننا نتعبد بها الى الله عزوجل سبحان الله العظيم فائدة العبادات القلبية قلنا أن فى أصل عقيدة توحيد الألوهية إفراد الله عزوجل بالعبادة هناك عبادات غير التى درسناها ولا نعرف كيف نحققها من الممكن أن نتعملها ونعبد الله بها ونعرف كيف نتقرب بها إلى اللـه عز وجل. استوقفنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفيان ابن عبدالله لما سأل الرسول قال : قلت : يا رسول الله ، قل : لى فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - وفى حديث أبى أسامة غيرك - قال: قل آمنت بالله فاستقم الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 38 خلاصة حكم المحدث: صحيح. نبدأ اليوم بعبادة الاستقامة يقول الله عزوجل ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُعَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوابِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت فقال الله عزوجل ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاتَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إلَىالَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْأَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ } هود. وقال الله عزوجل : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) سورة الكهف آية 110 قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) : يعني بحثوا، ونقبوا، ودرسوا، وفكروا، حتى توصلواأن لهذا الكون إلهاً، ورباً وخالقاً، فهذا ليس قولاً، ولكنه قول بعد قناعةوبحث وتنقيب، والدليل، لو كان قولاً لما تبعته الاستقامة. لماذا يقر الناس اليوم بالله ولا يستقيمون على أمره ؟لماذا يقر معظم الناس اليوم بوجود الله ولا ينصاعون له ؟ لأنهم قالوا ربنا الله بألسنتهم، ولم تؤمن بهاقلوبهم، فكلمة قالوا هنا لا تعني أنهم قالوا، تعني أنهم بحثوا، ودققوا،وفكروا واستوفوا واطمأنوا، وآمنوا، ثم قالوا كخلاصة لكل هذه الجهود ربناالله وعلامة صحة قولهم، أنهم استقاموا، إيمانهم حاصرهم إيمانهم ضيق عليهمحتى حملهم على الاستقامة على أمر الله.
- قال تعالى : (ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) ::
إذاً الإيمان والاستقامة شرطان لازمان غيركافيان، لا ينفع أحدهما من دون الآخر، فكل من يقول أنا مؤمن والحمد لله،وليس في عمله استقامة، لا يغترَّ بهذا الكلام، لا يغترَّ بهذا الإيمان،لأنه لا يقدِّم ولا يؤخِّر، ولا ينفع ولا يرفع. قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ ) هذا هو التجلي، هذا هو السرور، هذا هو البشر، هذههي الطمأنينة، هذا هو الاطمئنان، هذه هي الثقة برضاء الله عز وجل هذه هيالسعادة، هذه هي سعادة الدنيا، أن تحس أنك تعرف الله أنك مطمئن إلى عدالته،مطمئن إلى قدرته، مطمئن إلى تسييره، مطمئن إلى ربوبيته. قال تعالى : ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ) :: علامة ثالثة، إن كنت يا أخي مؤمناً حقاً فهذه هيالعلامة الثالثة لا تخافوا مما سيكون، ولا تحزنوا على ما فات، دائماً أنتمستبشر الزمن في صالحك، خطك البياني في صعود مستمر، ولم ينزل هذا الخط إلىأبد الآبدين. القوة الغضبية ... إما أن تكون إفراط بتهوّر والوسطية الشجاعة العفة في هذه الأشياء تؤدي إلي الصراط المستقيم. هل أنتِ تدققي في سفاسف الأمور؟ - هل أنت لديك بادرة في العلم والدين والعبادة والطاعة - هل أنت تتصرفي في الأمور بحكمة في شرع الله ؟ هل أنت قوة غضبك تؤدي بك إلي التهور في مواقف كثيرة تخرجك تماما عن الاستقامة على الطريق المستقيم؟ قوتك في ماذا تستنفذيها ؟ في الغضب على حالك والحزن على ما فات.؟
أم أنك تستنفيها في طاعته والقرب منه التي تؤدي بك إلى الاستقامة على الطريق المستقيم؟ لا تتم الاستقامة إلا لثلاث قوي هذه القوة الشهوانية والقوة العقانية والقوة الغضبية وانظري إلى أي درجة من درجات الاستقامة ستصلين. أول درجة من درجات الاستقامة كما ذكرها شيخ الإسلام قالأبو إسماعيل الهروي: وهي - أي الاستقامة - على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: الاستقامة على الاجتهاد في الاقتصاد، لا عاديًا رسم العلم، ولا متجاوزًاحدّ الإخلاص، ولا مخالفًا نهج السنَّة. قالابن القيم شارحًا قول الهروي: هذه درجة تتضمن ستة أمور: عملا واجتهادًافيه، وهو بذل المجهود، واقتصادًا، وهو السلوك بين طرفي الإفراط - وهو الجورعلى النفس - والتفريط بالإضاعة. ووقوفا مع ما يرسمه العلم، لا وقوفا معداعي الحال، وإفراد المعبود بالإرادة، وهو الإخلاص. ووقوع الأعمال علىالأمر، وهو متابعة السنة. فبهذه الأمور الستة تتمّ لأهل هذه الدرجةاستقامتهم، وبالخروج عن واحد منها يخرجون عن الاستقامة، إما خروجًا كليا،وإمّا خروجًا جزئيا. يقول بن القيم درجة الولي لاتقوم إلا بستة أمور 1- بذل لمجهود 2- لاافراط ولاتفريط 3- أقف علي مايقتضيه العلم , يطابق عملي علمي لاوقوفا مع داعي الحال ولا ملذات ولا رغباتي. الستة أمور تقول كيف تحققي هذه الدرجة , أبذل الجهد في الطاعة بدون إفراط ولا تفريط من خلال الوقوف على ما يطابق العلم لا ما يطابق هواي وربتي وعملي يكون فيه إخلاص ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. يقول بن تيمية بالخروج عن واحد من الستة يخرج عن الاستقامة , مثلا أنا قليلة الجهد , وقليلة العمل , كيف تكون هنا إستقامة؟ لو أفرطت في الخروج عن السنة ولا فرطت إذن ضيعت وإن ما أخلصت لله أشركت , وبدون مابعة السنة لايقبل عملي إذن هكذا لاتكونى علي طريق الاستقامة. يقول السلف : ( إن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره ) والسلف يذكرون هذين الأصلين كثيرًا، وهما: الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة، فإنَّ الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضًا عن كمال الانقياد للسنَّة، أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصًا على السنَّة، وشدَّة طلب لها: لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها، فأمره بالاجتهاد، والجور على النّفس، ومجاوزة حدّ الاقتصاد فيها، قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزّيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور، ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج عن هذا الحد، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر . الإستقامة لا تستطيعين تحقيقيها إلا بهذه الست درجات. 1- بذل الطاعة بلا إفراط ولا تفريط. 2- عملي يكون مطابقا للعلم الذي أعلمه لاموافقا لرغباتي ولاشهواتي. 3- يكون قلبي مخلصا لله في هذا العمل مع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم . إن رأي الشيطان في قلب العبد داعيا للبدعة وإعراضا عن كمال الانقياد بالسنة أخرجه من الإعتصام بالطريق المستقيم , وإن رأي فيه حرص على السنة وشدة طلب لها يأمره بالإجتهاد والجور على النفس ويزين له أن هذا خير وزيادة الإجتهاد أفضل, ويزين له ذلك مدعيا أن هذا ليس فتور. يقول بعض السلف - احفظيها مثل اسمك - : وقالبعض السَّلف: ما أمر الله بأمر إلا وللشّيطان فيه نـزغتان: إما إلى تفريط،وإمّا إلى مجاوزة، وهي الإفراط، ولا يبالي بأيّهما ظفر، زيادة أو نقصان . مدارج السالكين ،ج2،ص107. وهذا الكلام عن الاستقامة هو عين الوسطيَّة وجوهرها. فالوسطية تعني استقامة المنهج، والبعد عن الميل والانحراف. فالمنهج المستقيم، أو بتعبير القرآن الكريم ( الصراط المستقيم ) هو الطريق السوي الواقع في وسط الطرق الجائرة عن القصد إلى الجانبين ، فإنا إذا فرضنا خطوطاً كثيرة واصلة بين نقطتين متقابلتين فالخط المستقيم إنما هو الخط الواقع في وسط تلك الخطوط المنحنية ، ومن ضرورة كونه وسطاً بين الطرق الجائرة كون الأمة المهديّة إليه أمة وسطاً بين الأمم السالكة إلى تلك الطرق الزائغة. ومن هنا علم الإسلام المسلم أن يسأل الله الهداية للصراط المستقيم كل يوم ما لا يقل عن سبع عشرة مرة، هي عدد ركعات الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة. وذلك حين يقرأ فاتحة الكتاب في صلاته فيقول داعياً ربه: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}} الفاتحة. وقد مثّل النبي صلى الله عليه وسلم للمغضوب عليهم باليهود، وللضالين بالنصارى، ولا شك أن كلاً من اليهود والنصارى يمثلون الإفراط والتفريط في كثير من القضايا. فاليهود قتلوا الأنبياء، والنصارى ألّهوهم . الأمـــــــان : والوسطية تمثل منطقة الأمان ، والبعد عن الخطر ، فالأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد بخلاف الوسط ، فهو محمي ومحروس بما حوله ، وفي هذا قال الشاعر : كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت ** بها الحوادث حتى أصبحت طرفا وكذلك شأن النظام الوسط ، والأمة الوسط . القـــــــوة : والوسطية دليل القوة ، فالوسط هو مركز القوة. ألا ترى الشباب الذي يمثل مرحلة القوة بين ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة ؟ والشمس في وسط النهار أقوى منها أول النهار وآخره . الخيــــــرية : والوسطية دليل الخيرية ، ومظهر الفضل والتميز ؛ ولذا نرى رئيس القوم في الوسط والأتباع من حوله ، ونجد التوسط دائماً خيراً من التطرف . ووسط الشيء غالبا أحسن مكان فيه ، مثال ذلك أن وسط الوادي خير مكان فيه وأكثره كلأ ومرعى ، ووسط الدابة للركوب خير من أطرافها لتمكن الراكب فيه .ولهذا قال العرب في حِكَمهم : خير الأمور الوسط . قال الله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}البقرة143. وقال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}آل عمران110. وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها ) . أخرجه الترمذي (5/211) رقم (3001). وابن ماجه (2/1433) رقم (4288) وأحمد (5/5). قال الترمذي: هذا حديث حسن. ووافقه الألباني كما في المشكاة رقم (6285). أنا في أول الدرس والشيطان له في عملي نزغتان إما تفريط أو إفراط هو لايهمه فرطت أو أفرطت هو يهمه أن أحيد عن التوسط في ذلك. أنت تستمعين المحاضرة يدخل لك من النزغتين لماذا تسمعيها ؟ إما أن يجعلك تفرطي ويقولك لا ...اسمتعي إلى المحاضرة واتركي بيتك وأولوياتك لا إفراط ولا تفريط. الإقتصاد : أي لا إفراط ولا تفريط أما الإعتصام : هو الثبات على الحق إذن أول درجة : بذل الإجتهاد أي كثرة عمل + ويكون العمل بلا إفراط ولا تفريط + علم عن الله عزوجل = إخلاص + متابعة الرسول. نعتقد أن جميعنا بفضل الله نحقق هذه الدرجة ومن هذه الدرجة أبتدأ أصعد للدرجة الثانية وهي إستقامة الأحوال : وهي شهود الحقيقة لا كسباً ورفض الدعوة لا علماً والبقاء مع نور اليقظة لا تحفظاً. إستقامة الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال يجب أن نعلم مامعنى أن يستقيم حالي , وابن القيم يقول إن إستقامة الحال تأتي بشهود الحقيقة. ماهي الحقيقة ؟ الحقيقة الكونية - والحقيقة الشرعية. كيف أرى إستقامة أحوالى في الحقيقة الكونية؟ الحقيقه الكونية لن أصل إليها إلا باعتقاد تفرد الرب عزوجل بالخلق , و الملك والتدبير. الحقيقة الكونية هي تفرد الله عز و جل الله عزوجل بالملك هو الملك هو المدبر هو المحيي هو المميت. الملك المدبر المحيي المميت ما سوى الله محل جريان أقواله وأفعاله وهذه إستقامة أحوالك بتفرد الله وإن ما سواه هو محل جريان أحواله وأفعاله وإن ماسوى الله كل مخلوق على وجه الأرض هو مخلوق لجريان أحكام الله وأفعاله فيه. أما الحقيقة الشرعية هي أيضا اعتقاد تفرده بالأمر والنهي بالثواب والعقاب واعتقاد تفرده بالأمر والنهي بالثواب والعقاب, بالموالاة والمعاداة وبما يحبه ويرضاه. الحقيقة الشرعية :: لا يستقيم قلبك وحالك وأعمالك إلا بشهود الحقيقتين الحقيقة الكونية :: إذا رأيت الحقيقة الكونية وتفرد الله بالخلق والملك والعبادة وتفرد بالثواب والعقاب تعلمين أنها لا تصلك كسبا. شهودك أنت لم تكتسبيه من أعمال نفسك , هذه الحقائق منة من الله عزوجل على عباده , فالذي يرى الحقيقة الكونية الكافر والمؤمن , فالكافر مقر بقدر الله وأزليته وملكه هو الآن يرى الحقيقة الكونية , إما أنتِ يا مؤمنة لما ترين الحقيقة الكونية وتعلي بمقتضاها بالحقيقة الشرعية فهذه منة من الله أن جعلك تؤمني بهذه الحقيقة فلابد أن تتبرئي. قال تعالى : ( كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُعَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)النساء:94. أما إن رأيت لنفسك فضل في ذلك وأحسنتِ الظن بنفسك فاعلمي أنك أنت لاتستقيمين إستقامة الحال أيضا . رفض الدعوة لا علما. يجب أن تتركيها حقيقة وحالا من صميم قلبك وإلا من تركها لفظا أو ظاهرا ربما يقع فيها لأنه ليس لديه اعتقاد. الإعتقاد يربط عليه بحول الله وقوته لن تقعي فيه , فهذه الإدعاءات أنا لا أتركها ظاهرا فقط أو قولا بل اعتقادا. وهذا الفرق أنه مهما حال أحد أن يذله يرفض ويرجع لأن هذا هو اعتقاده بسنة حبيبه, أما إذا شخص ترك بشكل ظاهر فقط , يقول عن عيد الميلاد مثلا هم لا يعتقدونه بل من أجل الفرح فقط فهذا ليس عن عقيدة. نور اليقظة أشبهها بالشمعة لو أتى بعض الهواء من الغفلة ينطفيء حينها نور الشمعة, لكن لو كنت تحافظين على هذا النور سوف تستديم معك اليقظة (هناك جنة - هناك نار- هناك محاسبة - هناك حوض للرسول عليه الصلاة والسلام أبتغي أن أشرب منه شربة لا أظمأ بعدها أبدا .) هذه اليقظة تجعل لك نور مستديم معك إذا أنت ابتعدت عن كل هذه الأشياء وحالك مثل المرابط على ثغرات الجهاد بيديه سلاحه وخائف فلديه يقظة ولا ينام. أنت الآن تعبتِ وتلازمين الطاعات التى تريدين أن تصلي بها إلي غايتك من الطريق المستقيم , ستجدي نفسك سبحان الله يحوطك حفظ من الله لك ليس بتحفظك , ليس بحولك, ليس بقوتك..! ألم تتفكري حالك وأنت أمام التلفاز تحولين من قناة لأخرى تبحثين عن برنامج ديني فوجدت من ضمن القنوات قناة فيها مُجون وفسق , فوجدت يديك تغير القناة سريعا لأنك لاتريدين أن تشاهدي تلك القناة الساقطة هذا هو حفظ الله للعبد. أو أنك أمام الشبكة العنكبوتية تبحثين عن شيء لدينك وظهر لك شيء سيء وفي الحال أغلقتيه ألا تشعرين أن رب العزة يقول أنت تركتِ هذا من أجلي فيرسل الله لك محاضرة جلستِ تسمتعين إليها وتفيض عيناك بالدموع بحفظه يعوضك سبحانه. هذا هو حفظ الله للعبد عندما يرى صدق العبد ويقظته على الدوام فيحفظه. إذن هذه الدرجة : تحتاج يقظه - وإستدامة على هذه اليقظة - وشهود ذلك بالله عزوجل ليس بكِ , ليس سبب بقائك في نور اليقظة إلا بحفظ الله لك الدرجه الثالثة والأخيرة : الإستقامة بترك رؤية الإستقامة... كيف؟ يقل بن تيمية إن الإستقامة إذا وصلها العبد لن يصلها بتوفيقه ولن يصلها بتوفيقه بل حصل عليها بتوفيق الله عزوجل الله هو الذي أقامه لا بنفسه ولابطلبه , إذا تذكر العبد هذا الأصل ولايغيب عنه أبدا أبــــدا يكون فعلا مستقيم ليس بحولنا ولاقوتنا. في قلبك خشية من الله ؟ ليس بحولك ولابقوتك .. في قلبك تقوى الله ؟ ليس بحولك ولا بقوتك كل ماتفعلينه من طاعة موجبا شهود معنى اسمه القيـــــــــــــوم. الذي قام بنفسه لايحتاج إلى أحد وقام كل شيء به , فكل ماسواه محتاج إليه بذاته فكيف نقول أننا على طريق الاستقامة وهى رؤية الاستقامة أصلا تحجبنا عن حقيقة الاستقامة كا نقول في الإخلاص إذا رأى في عمله إخلاصًا فهو يحتاج إلى إخلاص فإذا شهدتِ إستقامتك - رؤية الاستقامة - تحجبك عن حقيقة الاستقامة. فلذا وجب على العبد دائما وأبداً أن يتهم نفسه بالتقصير وبقلة الطاعة لأنه حتى لو أنا أعمل هذه الطاعة فهو فضل ومنّة من الله عزوجل فماذا أنت فاعلة ؟ لا شيء.! دين الله منهج حياة يصلح لقرية ولأمة ولكافة الأديان والبشر يصلح لقرية لأمة لكافة الاجيال. لو تعبدنا به إلى الله لن نجد فيه إلتباسًا ولا اختلافا. الاستقامة مبنية علي شيئين : أولهما : حفظ الخواطر والحذر من إدمانها والإسترسال معها . ثانيهما : صدق التأهب للقاء الله عزوجل. الأولى أصل الفساد كله, فالفساد كله يأتي من قبل الخواطر يسميها العلماء :" بذر الشيطان في أرض القلب ." إذا تمكن هذا البذر في القلب - نسال الله العافية - يتعهدها الشيطان بالسقاية حتى تصير نية وإرادة , ولايترك الشيطان هذه الخواطر حتى تثمر اعال مهلكة, خاطر فقط حضر في ذهنك. واحدة أسرّت لك بسر ويظل الشيطان يبذر الخاطر في قلبك أن تكشفي سرها حت يجعلك تكشفين سرها نسال الله العافية . س : أيها أسهل في المحاربة ؟ الخاطر أم العمل؟ الخاطر أيسر في المحاربة لما ؟ لأنه مجر فكرة نصرفها بسرعة ننصرف لعمل الطاعة العمل أصعب في المحاربة كما أن الخاطر لا آخذ عليه سيئات , أما العمل يكون قد خُطّ في كتابي. الخاطر أيسر من الفكرة , فالخاطر هو مثل الشررة الصغيرة ومن السهل إطفائها أما النار المشتعلة فصعب إطفاءها. كيف نحفظ الخواطر ؟ أولا : بالعلم الجازم باطلاع الله على قلبك - يعلم السر وأخفى وعلمه بتفاصيل الخواطر - وعلمه بتفاصيل حركاتك علمه بتفاصيل الخواطر : أحب هذا لاذا وأكره هذا لاذا ؟ أزور هذا لماذا وأقطع هذا لماذا ؟ الله يعلم كل صغيرة وكبيرة سبحانه. ثانيـــا : حيائكِ منه ثالثا : إجلالاً لربك أن يرى مثل هذه الخواطر في قلبك. يطلع الله عزوجل على قلبك ويعلم سبب كرهك لأحد ومحبتك لأحد. أن يرى مثل هذه الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته ومحبته وعبادته, وبيته هو قلبك وهو الذي تحبين الله فيه ومعرفتك لله فيه فكيف تبدليه بآخرين غيره؟ عظمي الله في قلبك بأن لا يرى فيه سواه ولا يرى فيه حسدا ولا ضغينة ولا كره لأحد . المحبين لا يوجد في قلبهم من ينافس حبيبهم ولا يسكن قلبهم إلا حبيبهم. رابعا : حفظ الخواطر أيضا يكون بالخوف من الله عزوجل , خامسا : أن تسقطي من عين الله عزوجل بتلك الخاطرة . سادسا : أيضا إيثارك له أن يساكن قلبك غير محبته , علم العبد أن هذه الشرر تأكل الإيمان ومحبة الله عزوجل سابعا : علم العبد أن الخاطر مصيدة من الشيطان للعبد. ثامنا : أن يعلم العبد أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر محبة الله. كيف يكون في قلبي حب للمعصية وحب للشهوة ويجتمع فيه محبة الله عزوجل كيف؟! ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه. هو قلب واحد إما أن يجتمع فيه حب الله والإيمان أو حب الشهوات والمذات. تاسعا : أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيالات فإذا دخل القلب غرق وتاه في ظلماته. انظري لحالك لا تشردي بخاطرك في شيء : فلانة لماذا عملت هكذا ؟ وكيف ... الخ ستجدين نفسك في النهاية تهت في الظلام. عاشا : أن تلك الخواطر الرديئة لا يجلس علي شاطئها إلا الحمقى , ولديه أماني الجاهلين فلا تثمر إلا الندامة والخزي. الخواطر الإيمانية أصل الخير كله :: لو بذرت بذرة خاطر إيماني مثلا تقولي نفسي إذا تبت لله أصل إلى الإنابة , تستعملين جوارحك في الطاعات وتملأ قلبك خيرات صدق التأهب للقاء الله هو الشيء الذي تبني عليه الاستقامة وهو من أنفع الأشياء للعبد وأبلغ طريق لتحصيل الاستقامة من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها مطالبها شهواتها ولذاتها... بطاعة الله. كمن لديه نار في قلبه فيخمد هذه الشهوات بالاستعداد للقاء الله عز وجل يخمد هذه الشهوات بالتأهب والاستعداد للقاء الله عز وجل أخبت قلبه لله عكف قلبه على محبة الله ومرضاته استخدم همته في أعلاها لا في أدناها كل ما يملك استخدمه في طاعة الله عز وجل , هذا التاهب يلبسنا حلل الطاعة لما؟ استعدادا للقاء الحبيب , استعدادا للنظر إلى وجهه ولمتعة الجنة فمن لم يستعد ليس على طريق الاستقامة , فإذا كنت مستعدة على طريق الاستقامة فليكن معك إجابة لكل سؤال يسأله الله لك يوم العرض.! طالب الله والدار الأخرة لا يستقيم طلبه إلا بحبس قلبه في طلبه ومطلبوه وحبس قلبه عن الالتفات لغير الله عز وجل , وحبس القلب في طلب الله عز وجل وفي مطلوبه يكون بذكره وطاعته وفعل واجباته ومستحباته التي يحبها. حبس قلبك عن الالتفات إلى غير الله حبس الجوارح عن المعاصي والشهوات وترك المحرمات " الدنيا سجنُ المؤمنِ و سَنَتُهُ، فإذا فارقَ الدنيا فارقَ السجنَ و السَّنَةَ " الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4276 خلاصة حكم المحدث: صحيح. إما أن تخرجي من الدنيا وأنت محبوسة فيها فتكونين مؤمنة وإما طليقة فتكونين كافرة جهزي لك لكل سؤال إجابة يوم يسألك الله تعالى .هذا كان حال السلف. طبيب القلوب الورع التقي وهيب بن الورد المكي يقول : " لا يجد طعم العبادة من هم بمعصية." يقول : " إن استطعت أن لا يشغلك عن الله أحد فافعل." ويقال عنه انه قال رحمه الله : " لا يكون هم أحدكم في كثرة العمل ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه." " اللهم لا تشغلنا إلا بك و لا تجعل أُنسنا إلا بك ولا تجعل حاجاتنا إلا إليك " لأن العبد قد يصلي وهو يعصي الله فيصلاته,ويصوم وهو يعصي الله في صيامه. مثلا تصلين وتزينين الصلاة للناس فهنا دخلرياء في العمل ولم يعد متقبلا. يقول اتقي الله أن تسب إبليس في العلانية وأنت صديقه فيالسر كيف نستقيم .؟ لا نستطيع الاستقامة إلا بإصلاح , والاصلاح لا يأتي إلا بالاعتصام والأخوة على منهجواحد. بشر بن الحارث الحافي لم يعرف له غيبه لمسلم. وكيع بن الجراح يقال :" ما نرى وكيعا ذاكرا أحدا بسوء قط ." حبهم لبعض وحرصهم على أن يحبوا لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم حق المسلم على المسلم, وهذا هو الاعتصام والاخوة. روي عنه أنه قال : " لولا أني أكره أن يُعصى الله لتمنيت أن لا يبقى أحد في الأمصار إلا اغتابني. "حتى يجد حسنة في صحيفته يوم القيامة لم يعمل بها شيخ خرسان النيسابوري سبحان الله ما أعلى استقامة هذا الرجل حين يقول : " حرست قلبي عشرين سنة ثم حرسني عشرين سنة." الحافظ بن عساكر كان يحاسب نفسه على كل لحظة تذهب من غير طاعة " ما تكلمت كلمة ولا فعلت فعلا إلا وأعددت له جوابا بين يدي الله عز وجل. شيبخ الاسلام بن تيمية يقول : " والله إني إلى الآن أجدد إسلامي في كل وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيدا." | |
|