سابحة لربها Admin
عدد المساهمات : 1084 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 64
| موضوع: أين دارك غدا السبت سبتمبر 28, 2013 5:35 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذا لقاء من لقاءات مواعظ القلوب, العلاج الذي لا بد منه لقسوة القلوب, فقسوة القلوب مرض خبيث, يقعد عن الخير, ويصد عن الهداية. قال الله : ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ... (22) الزمر القلوب ما بين رقة وقسوة, إذا رقة تذكرت علام الغيوب, وإذا قست نست فكان لا بد لها من التذكير, إذا غفلت لا بد من مواعظ القرآن, والمواعظ النبوية. مواعظ القرآن التي تحيي القلوب القاسية لأن كلام الرحمن لو تنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله . "أين دارك غداً" أنت الآن تسكن القصر الفسيح, وتدخل الدار الرحيبة, وغداً ستكون في مكان آخر طال الزمان أو قصر فليس للمرء دار بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها إن بناها بخير طاب مسكنه *** إن بناها بشر خاب بانيها
إن مواعظ القرآن أعظم ما يحيي القلوب, والمواعظ النبوية الموجزة البليغة من أعظم المواعظ التي تحيي القلوب. فتعال أعطني السمع والقلب والجوارح والأركان نمرُّ في موعظة قرآنية. قال الله جل في علاه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر ترى ما الذي غر الناس من الدنيا, ترى ما الذي غرهم من الدنيا, وهذه سهامها تصيب كل يوم أحدهم بسهم "وهو" إلى القبر المظلم المطبق عليه سالكاً سبيل من سبقوه من الأموات الهالكين وقد خرقت القبور منهم الأكفان, ومزقت الأبدان, ومصت الدم, وأكلت اللحم, ترى ما صنعت بهم الديدان؟! أليست قد محت الألوان؟! وعفرت الوجوه الحسان ؟! كسرت "الثقال", وأبانت الأعضاء, ومزقت الأشلاء, أليس الليل والنهار عليهم سواء؟! أليسوا في مدلهمة ظلماء؟! قد فارقوا الحدائق فصاروا بعد السعة إلى المضايق. إن المنادي كل يوم يناديك.. يا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا أين دارك الفيحاء؟ أين رقاق ثيابك؟ ليت شعري كيف ستصبر على خشونة الثرى وبأي خديك يبدأ البلى.. والموت فاذكره وما ورائك *** فما لأحد عنه براءة وإنه للفيصل الذي به *** يعرف ما للعبد عند ربه والقبر روضة من الجنان *** أو حفرة من حفر النيران إن يك خيرا فالذي من بعده *** خيرٌ عند ربنا لعبده وإن يك شراً فما بعده أشد *** ويل لعبد عن سبيل الله صد
وقال سبحانه : (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون إنها المواعظ القرآنية التي تحيي القلوب..نعم أيها الغالي .. القرآن ومواعظ القرآن هي علاج قسوة القلب, إذا غفل القلب فلا يحيا إلا بمواعظ القرآن وليس أحسن للقلب من مداومة ذكر الله, بشرط أن يتواطأ القلب واللسان, ليس أحسن من سماع المواعظ النبوية والتدبر والعمل بما تسمع يا رعاك الله .. حتى ننتفع بالمواعظ لا بد من العمل قال سبحانه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) النساء فبالإتباع هدى وثبات واستقامة وحياة لأولي الألباب .. القبر أعظم موعظة, ما وقف على القبر واقف إلا تفكر, ما نظر على القبر ناظر إلا تفكر, هي الدار التي ستسكنها طال الزمان أو قصر, ثم بعد السكنى الثانية ستخرج من تلك الدار, ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) المعارج
لاحظ الفرق حين تغادر فراشك في سفر أو في رحلة قريبة كيف يصيبك الأرق ويصيبك من الهم والغم. فارقت موضع مرقدي .. يوما ففارقني السكون .. القبر أول ليلة بالله قلي ما يكون القبر أول منازل الآخرة, لماذا الحديث عن القبر؟! لأن في القبر يتحدد المصير .. إما إلى جنة وإما إلى نار القبور على نوعين أيها الغالي .. القبور على نوعين أيتها الغالية: إما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران .. لا بد من الاستعداد .. لا بد من عمار الدار قبل سكناها .. عندما تموت و تموتين سيتبعكِ ويتبعكَ ثلاثة: العمل .. والمال .. والولد .. سترجع الدنيا وما فيها .. وستبقى رهين العمل
من وجدا خيراً فليحمد الله .. ومن وجد دون ذلك فلا يلومن إلا نفسه قال صلى الله عليه وسلم: ( ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه ) وقال الناظم: فإن تنجُ منها تنجُ من ذي عظيمة وإلا فإني لا حقا لك ناسيا هل سمعت .. هل سمعتِ عن القبر وضمته؟ عند النسائي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هذا الذي تحرك له عرش الرحمن وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه ) يعني سعد بن معاذ وقال في حديث آخر: ( إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ ) سعد وما أدراك ما سعد .. سعد الذي اهتز له عرش الرحمن عند وفاته.. سعد الذي شيعه سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض قط .. سعد الذي فتحت له أبواب السماء .. سعد سيد الأوس والخزرج .. سعد الذي منديل من مناديله في الجنة خير من الدنيا وما فيها .. هذا حال سعد فكيف سيكون حالي وحالك ؟ لقد ضم ضمة ثم فرج عنه .. سبحــــــانك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة سبحــــــانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة ونقلتهم بالموت من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة النساء والجواري والغلمان إلى مقاساة الديدان والهوان .. ومن التنعم بأنواع الطعام والشراب .. إلى التمرغ في أنواع الوحل والتراب .. وقف علي رضي الله عنه على القبور فنادى أصحابها: أتخبرونا أخباركم أم نخبركم أخبارنا .. أما أخبارنا فإن الأموال قد اقتسمت, والنساء قد تزوجت, والمساكن قد سكنت .. قال سبحانه: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) الدخان وقال سبحانه: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) الشعراء يا ابن آدم القبر كل يوم يناديك يا ابن آدم تمشي في جماعة على الأرض وسوف تقع وحيداً في بطني يا ابن آدم تسرح وتمرح على ظهري وسوف تبكي في بطني يا ابن آدم تأكل أموال الربا والحرام واليتامى على ظهري وسوف يأكلك الدود في بطني يا ابن آدم تنظر إلى الحرام بعينيك وسترى ما ينتظرك في بطني يا ابن آدم تسمع الحرام بأذنيك وستسمع الأهوال في بطني يــا ساهي .. يــا غافل ..سيحملك أهلك و أخلاؤك إلى تلك الحفرة سيتبعك مالك وولدك وعملك ..سيرجع الكل وسيبقى العمل .. ستتزوج الزوجة من بعدك .. وسيتقاسم الأولاد أموالك ..وأنت وانت ينــــــادى عليك .رجعوا وتركوك, وفي التراب وضعوك، وللحساب عرضوك, ولو بقوا معك ما نفعوك, ولم يبقى لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ( كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)الانفطار كأني بك تنحــط .. إلى اللحد وتنغــط وقد أسلمك الرهــط .. إلى أضيق من الفــم هناك الجسم ممــدود .. ليستأكله الــدود إلى أن ينخر العــود .. ويمسي العظــم قد رن
(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) (2) التكاثر ستسمع قرع نعالهم, وستبقى وحيداً فريداً إلا من العمل,هناك ستمتحن امتحان شديد وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان,امتحانات الدنيا تعوض والفرص تعطى مرات ومرات,لكن قلي بالله العظيم كيف سيكون الحال إذا ظهرت النتائج هناك؟ كيف سيكون الحال إذا وسدوك؟ وجاءك الملكان وأقعدوك؟
عن البراء بن عازب قال: ( كنّا في جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار وجلسنا عند القبر ولم يلحد بعد وكانت بيده صلى الله عليه وسلم عصا نكس بها على التراب ثلاثا ثم قال: استعيذوا بالله من عذاب القبر ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال من الآخرة _يعني في ساعات الاحتضار_ جاءته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة وجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت عليه السلام وجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى رب راض عنك وغير غضبان "فتخرج روحه ما يسري من القطر من السقاء" فإذا قبضها ملك الموت لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يلبسوه ذلك الكفن الذي من الجنة ويحنطوه بذلك الحنوط الذي من الجنة فتخرج منه رائحة كأطيب رائحة مسك وجدت على وجه الأرض ثم يعرج به إلى السماء فما يمرون على نفر من الملائكة إلا قالوا: من هذه الروح الطيبة صاحبة الريح الطيب, فيقال: هذا فلان بن فلان ينادى بأحب أسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا حتى إذا وصلوا إلى باب السماء استفتحوا له, فتح له, ثم يشيعه مقربوا تلك السماء إلى السماء التي تليها حتى إذا وصل إلى السماء السابعة نادى منادي الله أن اكتبوا كتابه في عليين وأرجعوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في قبره فيأتيه ملكان أنفاسهما كاللهب أبصارهما كالبرق الخاطف أصواتهما كالرعد القاصف, فيقعدانه, فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن هو ذالك الرجل الذي بعث فيكم ؟ أما المؤمن فيقول: ربي الله حقاً ونبي محمد صدقاً وديني الإسلام, فيقال له وما علمك؟ فيقول تعلمت القرآن و عملت به, فتظهر النتيجة, فينادي منادي الله أن قد صدق, فافرشوا له فراشا من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة فيأتيه من روحها وريحانها, ويوسع له في قبره مد البصر, فيأتيه رجل أبيض الوجه, طيب الشمائل, فيقول من أنت؟ فوجهك والله الذي لا يأتي إلا بالخير, فيقول: أبشر بالذي يسرك, هذا يومك الذي كنت توعد, أنا عملك الصالح, فيقول: ربي أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي
هذا حال من؟ هذا حال المؤمن الذي حافظ على الصلوات وترك النواهي والمحرمات
أما العبد الكافر, أما العبد الفاجر إذا كان في إقبال من الدنيا وإدبار من الآخرة _يعني في ساعات الاحتضار_ جاءته ملائكة سود الوجوه معهم كفن من أكفان النار, وحنوط من حنوط النار, وجلسوا منه مد البصر, ثم يأتي ملك الموت عليه السلام فيجلس عند رأسه, فيقول: أيتها الروح الخبيثة, صاحبة الريح الخبيث, أبشر بسخط من الله وغضب, فتسل روحه كما ينزع "القبوط" من القطن _يعني الحديد المتشابه_ فإذا قبضها ملك الموت لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين, حتى يلبسوه ذلك الكفن الذي من النار, ويحنطوه بذلك الحنوط الذي من النار, فتخرج منه رائحة كأنتن رائحة على وجه الأرض, ثم يعرج به إلى السماء, فما يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: من هذه الروح الخبيثة صاحبة الريح الخبيث؟ فيقال: هذا فلان بن فلان, ينادى بأقبح أسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا, حتى إذا جاءوا إلى أبواب السماء واستفتحوا له, لم يفتح له, ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ )(41) الأعراف
ثم ينادي منادي الله أن اكتبوا كتابه في سجين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في قبره, فيقعدانه, فيسألانه: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري فيخر في الأرض سبعين خريفا, حتى إذا أفاق أقعداه وقالا له: وما دينك..؟ فيقول هاه هاه لا أدري فيضربانه حتى إذا أفاق, قالا له: ومن ذلك الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: سمعت الناس يقولون كذا وكذا فيقال له لا دريت ولا تليت فتظهر النتيجة ينادي منادي الله أن كذب فافرشوا له فراشاً من النار وألبسوه لباساً من النار وافتحوا له باباً من النار فيضيق عليه في قبره حتى تختلج أضلاعه, فيأتيه رجل قبيح المنظر قبيح الريح فيقول من أنت؟ فوجهك والله الذي لا يأتي إلا بالشر فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد أنا عملك السيئ فيقول: ربي لا تقم الساعة. هذا حال من..؟ حال الذين ضيعوا الصلوات وارتكبوا الفواحش والمنكرات .. حالهم يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول .. حالهم يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل .. حالهم يبكون فلا يستجاب لهم ينادون فلا يسمع كلامهم. ألم نعمركم ..؟! ما يتذكر فيه من تذكر ..وجاءكم النذير؟! فذوقوا فما للظالمين من نصير. عش ما بدا لك جاهداً في ظل شاهقة القصـــور يغدى عليك بما اشتهيت من الرواح إلى البكـــور فإذا النفوس تقعقعت في ظل حشرجة الصـــدور هنــــــاك تعلم موقنــا ما كنت إلا في غــــرور وما أعظم قول الصادق المصدوق في موعظة بليغة موجزة: ( ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ) ما أحوجنا أن نخلوا آحاداً آحاداً في ذلك المكان اخلع النعال وانزل وسر بين تلك القبور والأجساد فيهم الأغنياء وفيهم الفقراء وفيهم الصغير وفيهم الكبير الحال سواسية ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ...)(57)يونس حتى تستفيد من الموعظة افعل ما توعظ به .. ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإن في زيارتها حياة للقلوب الغافلة .. إن في زيارتها تذكير للغافل والناسي والساهي, والقبر لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا يعرف غنياً ولا فقيراً الكل في ذلك المكان مرتهن بالعمل الذي عمله وبالعمل الذي قدمه فاتق ِ الله أمة الله واتق الله عبد الله .. اتق الله أيها الشاب في شبابك .. واتق الله أيها الشيخ في شيبتك . والله الذي لا إله إلا هو إن الذي حال بين الناس والتوبة والصدق في التوبة طول الأمل ..طال الأمل أساء العمل قال سبحانه: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (3) الحجر اللهم هون علينا الموت والقبر وظلمته, هون علينا السؤال وشدته, هون علينا اللحد وظلمته. اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت, وبشهادة عند الموت, وبرحمة بعد الموت, يا رب العالمين. اللهم ارحم ضعفنا, وتقصيرنا, وإسرافنا في أمرنا, يا رب العالمين.
| |
|