بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأخ وللأخت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحسب تعريف الأطباء فإن المنشطات هي الأدوية التي تحفز وظائف الجسم
ويتوَّلد عن هذا التنشيط الانتباه واليقظة وزيادة الحركة وحينما تشكو من
دنو الهمة والفتور في الطاعات وعندما تشعر بالذلِّ والهوان بسبب وقوعك في
الذنوب والمعاصي بعد أن اصطفاك الله عزَّ وجلَّ بنعمة الإسلام والالتزام
.
كما كان الحسن البصري إذا ذكر أهل المعاصي يقول: "هانوا عليه فعصوه ولو
عزوا عليه لعصمهم" [ذم الهوى (1:184)]
فإنكِ بحاجة إلى منشطات لترفع من همتك وتُزيد من طاقتك الإيمانية ولكنها
ليست تلك العقاقيرالتي يتعاطاها الرياضيون وإنما أنتِ بحاجة إلى .
1) ارفع -ى رأسك واحلم -ى بالجنـَّــة .
قال تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] لا تنشغلى بسفاسف الأمور
واجعل -ى هدفك الفردوس الأعلى من الجنة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "
إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ
الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ
تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" [صحيح البخاري]
وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الجنة على الأقل ثلاث
مرات في اليوم عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم"من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة
ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار" [رواه
الترمذي وصححه الألباني]
فمن كانت الجنة هدفها كانت شغلها الشاغل في كل وقت وكلما رأت شيئًا من
متاع الدنيا سألت الله الجنة .
وأقبلت على الله تعالى فاجتهدت في الطاعة وتركت جميع المعاصي طمعًا في
الوصول إليها .
فأكثِر-ى من ذكر الجنة والسماع عن وصفها وكلما اشتاقت نفسك لشيءٍ ما
سَلِّى الله الجنة.
2) الخـــــوف من عقوبــات الذنـوب ..
إن كانت نفسك تغلبك على التكاسل والوقوع في المنكرات فاجعلى لها سوط
يوقظها وسائق يقودها إلى الله عزَّ وجلَّ .
وأعظم ما يجعل نفسك تستقيم على الطاعات هو الخـــوف .
فتذكرى دومًا عقوبة الذنوب واجعل -ى نفسك تتعظ بقصص موت الفجأة وسوء
الخاتمة والعياذ بالله .
فلا أحد يأمن من سوء الخاتمة مهما كان ظاهره صالحًا قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ
لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا" [صحيح مسلم]
وأنتِ يا مسكين -ة متى أخذت صك الأمان الذي سيحميكِ من سوء الخاتمة والعياذ بالله؟!
إذا وقر الخوف من العقوبة وسوء الخاتمة في قلبك ستبـــادر وتســـــابق كي
تعتق رقبتك من النار
اللهمَّ أعتق رقابنا من النار.
3) معرفة فضائــل الطاعات ..
فمعرفتكِ بالأجر والنعيم الذي ستناليه إذا فعلتِ الأعمال التي رغبَّك بها
الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سيزيل عنك الكسل ويجعلك تهمَّ
بفعلها دون تباطؤ .