سابحة لربها Admin
عدد المساهمات : 1084 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 64
| موضوع: رحلة العمر فى الدنيا الجمعة ديسمبر 14, 2012 3:12 pm | |
|
ألا ليتني طائر .. أطير بجناحي الحب و الشوقأطير مع السحب و مع الهوى لا ألوي على شيء أكون في حمى الحرم و أترك الدنيا خلف ظهري لا ألوي على شيء لا أفكر في شيء ألا ........ أغسل القلب الذي أثقلته الذنوب أطوف حول البيت و أصلي مع الركع السجود يارب بقلبي شوق عارم إلى بيتك شوق إلى مهبط الرحمات وإلى الصلاة والنظر إلى الكعبة .......................................... .................................................. .. .................................................. .. ................... هاجت المشاعر و تحركت الأشجان بعد جمود عام من الفراق و اشتاقت القلوب و معها الأرواح إلى فردوس الأرض إلى مهبط الرحمات وصلنا و الشوق يسبقنا إلى صحن الكعبة و عانقت الأعين ذلك البيت المهيب و حيثما ألقيت البصر عاد إليك بكل مشهد مضيء و أنوار الحرم تلألأت بنور ساطع عجيب و ألفيت البشر خلية نحل ما بين طواف و ركوع و سجود هذا يقرأ القرآن و تلك تركع و ذاك يرفع الأكف بالدعاء و التضرع و بدا الطواف .. و استقبلنا الحجر الأسود و كبر الجمع الله أكبر و تزاحمت الألسن بكل اللغات بكل الأنات بكل العبرات هنا مهبط الرحمات هنا أعظم منظر للصلاة هنا الكعبة حيث تسكب الدموع قطرات تبلل الوجوه و الكل يدعو وي رجي من رب الكون الاستجابة و النفحات اقتربنا من الكعبة و هرعت الأيادي إلى ثوبها و مالت الرؤوس تقبلها و إذا بالبكاء و النوح يسيطر على الأنحاء و تسمع الباكي و الراجي و المريض و الأم التي طال مكوثها و لم تترك دعاء إلا خرج من أعماق قلبها هنا الكعبة أعظم مكان على وجه الأرض هنا التنافس على الطاعات الدعاء يجلل المكان السكون مبدد بالأصوات معطر بالقرآن هنا حياة القلوب و الغوث الرباني الكعبة تطوف حولها القلوب قبل الأبدان هنا راحة المشتاق إلى الحسنات و تسابق المحبون المؤمنون إلى طلب الرحمة و الرضا و عند حجر إسماعيل تتزاحم الخطوات ببطء و سبحان الله لابد إلا أن تجد موضع سجود يالكرم الحنان المنان تزايدت النبضات و هامت الأرواح إذ أن حجر إسماعيل هو جزء من داخل الكعبة إذن نحن الآن في داخل البيت العتيق ما أعظمه من شعور هيبة و رقة و فرحة و عبرة تخنق اللسان و يرتج عن الدعاء كل الدنيا خضعت لجلال المكان كل الدنيا زالت من أمام الإيمان غلبت الدموع اللسان و صلينا ركعتين و خرجنا مع طوفان البشر و النفس كسيرة تطمع في البقاء و التزمنا الكعبة فقد يسر الله لنا فجوة و نطق القلب بكل الحب لله العظيم دموع هطلت و ألسن اشتكت من قسوة البشر و من قهر المرض الكل يطلب و يبكي الكل يتضرع ما أروعها من لحظات أثمن من كنوز الأرض قاطبة لكن من الذي يستطيع المكوث ؟ و يمضي الركب إلى خلف مقام أبينا إبراهيم عليه السلام هنا دعوة إبراهيم عليه السلام
دعاء إبراهيم عليه السلام
انظر إلى دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام و تخيله يقف وسط الصحراء ، لا زرع ، و لا ماء ، لا شراب ، و لا حياة ، كأنه فى كون ليس فيه معنى الكون ، و فى حياة ليس فيها معنى الحياة ، فما كان منه إلا أن دعا ربه قائلاً: ( رب اجعل هذا بلداً آمناً و ارزق أهله من الثمرات) فأحيا الله هذه الأرض بعد موات … مكة ، و رزق أهلها رزقاً واسعاً من حيث لا تدري ، استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام
و صلى الجميع ركعتين مصحوبة بدعاء و النظر لا يفارق الكعبة
مهوى الأفئدة ثم شربة هنيئة من ماء زمزم تحيي الأبدان بالنشاط مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه و سلم : زمزم لما شرب له
تسارعت الخطوات إلى المسعى
و إذا بهدير الأصوات يتعالى
سبحان الله كل القلوب عطشى
إلى الغوث الرباني إلى الاستعانة الإلهية
إلى تفريج الكربات و زيادة الخيرات و طلب العفو من رب السماوات
سبعة أشواط تكبير و تهليل و رجاء و لهفة بالقبول و طلب الثواب إلى الرحمة و الرضا بما قسم الله من الأقدار
انتهت الأشواط السبعة
و تم فك الإحرام و بعد أداء المناسك..
هل سيكون الفراق سهلا ؟
بل و الله صعبا جدا !
لكن الطمع في كرم الله لا ينقطع أن يقبلنا ضيوفا غير منقطعين
مجبوري الخاطر بالقبول و نعمة الاستجابة و البعد عن الرياء
فوالله ما خط القلم إلا لبعث الشوق في الأرواح إلى مهبط الأفراح
إلى إحياء القلوب بشوق ليل الحرم حيث همة المتهجدين و المستغفرين و المتضرعين
الله أكبر ما أروعه من مكان يحتوي أي زمان و ما أعظمه من مكان للنفحات الربانية و الأنوار الإيمانية
بيت الله الحرام
إنها سويعات
ليتها كانت زمنا لا ينقطع إلى يوم الوفاة
جعلنا الله الكريم دائما من ضيوف بيته الدائمين و كل القارئين
اللهم آمين
| |
|