نور الاسلام
أهلاً وسهلاً.... شرفتنا ..ونورتنا

أسعدنا تواجدك بيننا على أمل أن تستمتع وتستفيد


وننتظر مشاركاتك وتفاعلك فمرحباً بك بين إخوانك وأخواتك

ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز
نور الاسلام
أهلاً وسهلاً.... شرفتنا ..ونورتنا

أسعدنا تواجدك بيننا على أمل أن تستمتع وتستفيد


وننتظر مشاركاتك وتفاعلك فمرحباً بك بين إخوانك وأخواتك

ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز
نور الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نور الاسلام

منتدى اسلامى يهتم بامور الدنيا وتعاليم الدين
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سابحة لربها
Admin
سابحة لربها


عدد المساهمات : 1084
تاريخ التسجيل : 14/06/2012
العمر : 64

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله   تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله Emptyالثلاثاء ديسمبر 18, 2012 1:04 pm

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل
المقدم حفظه الله








حبيباتي
في الله .... نظرا لمدى حاجتي أنا شخصيا لهذا العلم ... سوف اشرع بعون
الرحمن تعالى ومنته بتفريغ هذه السلسة .. وهي تشتمل غريب
القرآن كاملا .. فكم تستحي النفس عند تلاوة آيات وتمر عليها دون فهمها أو
تدبرها .. فضلا عن من يحمل كتاب الله عز وجل .. فاللهم بلغنا المنزلة يارب
واجعلنا من أهلك وخاصتك




أجمل ما في هذه السلسة أنه سوف يتم وضع الآيات بصوت المشايخ بعون الرحمن
وتوفيقه أو السور .. ومن ثم يتم وضع غريب السورة تحتها .. وهذا سيكون بعون
الرحمن في موضوعات مستقلة




اسأل الله تعالى التيسير وأن يكون هذا العلم حجة لنا لا علينا إنه ولي ذلك والقادر عليه


بعد الإنتهاء من كل درس بعون الرحمن سيتم تناول الآيات التي تناول فيها
الشيخ غريب القرآن ومن ثم يتم وضعها بالصوت في قسم الصوتيات باصوات ندية




اللهم تقبل منا وارزقنا الإخلاص




اللهم أعوذ بك أن نشرك بك شيئا وانا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم


إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد فيقول الله عز وجل (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)



تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :



وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن إعتصمتم به ، كتاب الله

وهذا في حديث حجة الوداع



وأخرج البخاري في صحيحه حديث محمد بن يوسف عن مالك بن معول عن طلحة قال :
سألت عبد الله بن أبي أوفى , أأوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ , فقال: لا

فقلت كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها ولم يوص؟

قال: أوصى بكتاب الله . رواه البخاري





في هدي هذه الآيات الكريمة (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)



وفي هدي هذه الأحاديث الشريفة التي فيها وصية النبي صلى الله عليه وسلم أمته بكتاب الله تبارك وتعالى



قام المسلمون منذ فجر الإسلام بالإعتناء البالغ بالقرآن الكريم



فجمعوه في مصحف واحد ثم نقطوه وضبطوه وبينوا وجوه قرائاته وإعرابه وتفسيره
وتأويله ونواحي إعجازه وأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه ودرسو مقاصده وآداب
حمله وتلاوته ووقوفه
وابتدائه وغير ذلك مما تضمنه ذلك الفن المعروف بعلوم القرآن الكريم

وفي ضوء ما قدمنا الإسبوع الماضي من أهمية التدرج في سلم التعلم وقلنا: أن
هذا التدرج يكون بين العلوم وبعضها وهناك أيضا التدرج في العلم الواحد



فبنائا على هذا فسوف نجتهد في أن نتدرج إن شاء الله تعالى في مدارسة كتاب
الله تعالى بالبدائة بما تعم الحاجة إليه لجميع الناس وهو علم من علوم
القرآن الكريم



تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



المسمى بعلم : غريب القرآن



فهذا العلم مما اهتم به كثير من العلماء وقاموا بشرح الغريب . غريب القرآن

أي ما يصعب من معانيه , هذا الفن بدأ قليلا ثم كثر وهذا شيء طبيعي

أن يبدأ قليلا لأن المسلمين في الصدر الأول كانوا قلة في الإحاطة باللغة العربية وفهمها وإدراك أساليبها



ثم كثر مع الوقت التأليف في هذا كما سنبين لأن العربية كانت في أول أمرها سليمة والسليقة مستقيمة

فلما توالت العصور وكثرت الفتوح واختلط العرب بالعجم وشاع اللحن مست الحاجة إلى معرفة ذلك شيئا فشيئا



فقيد الله لحمل هذا العلم عدولا وأودع فيهم الفهم والبصر وأيدهم بروحه
فقاموا بهذا الدور وكرسو في ذلك أفكارهم ووصلوا ليلهم بنهارهم وصنعوا فصولا
وكتبا ورسائل تختلف
طولا وقصرا وطرائق وأساليب

كان رائد هذا الفن وصاحب اليد الأولى في علم غريب القرآن الكريم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما

ثم من بعده أئمة اللغة كأبي عبيدة وابن قتيبة والأصفهاني وغيرهم

هذا الكتاب الذي إخترته لنتدارسه أو لنبدأ به الترقي في هذا السلم هو كتاب
تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم على الإيجاز والإختصار تأليف: ابي محمد
مكي ابن أبي طالب
القيسي المتوفى سنة سبع وثلاثين وأربع مائه

فهذا الكتاب يندرج في علم المصنفات تحت غريب القرآن وهي كما قلنا مصنفات كثيرة

نختصر بإيجاز تعريفا موجزا الإمام مكي بن طالب:

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



عاش هذا الإمام في أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري

وهذه الفترة إمتازت بنهضة علمية بارزة في شتى العلوم وصنفت فيها الكتب الوافية لا سيما في علوم القرآن والحديث والفقه

وكان مسرح هذه العلوم الإسلامية البصرة والكوفة وبغداد

بعد فتنة بغداد والفتن التي تلتها إنتقلت هذه العلوم مع أصحابها تدريجيا إلى دمشق والقاهرة والإسكندرية وتونس وقرطبة

وتنافست هذه المدن في العلوم وتوافد إليها العلماء



أما إسمه هو أبو محمد مكي ابن ابي طالب ابن حموش ابن محمد بن مختار القيسي

ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة بالقيروان في تونس ونشأ فيها وتلقى علومه
الأولى على علمائها والقيروان هي مدينة من أعظم مدن إفريقيا مشهورة
بمساجدها وبيئاتها العلمية

له رحلات كثيرة إلى مصر بدأها منذ الثالثة عشر من عمره ثم إلى مكة ثم إلى الأندلس التي توفي بها



تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



وكان رحمه الله تعالى من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية حسن الفهم
والخلق صاحب همة عالية وطموح كبير بدد أمامه صعوبة الرحلات والسفر التي كان
يحبها كثيرا

فكان العلم هدفه والتحقيق سبيله رزقه الله العلم بكتابه الكريم فكثرت تآليفه في علوم القرآن وجود القرائات السبع وعرف معانيها وكان مع هذا كله متواضعا
متدينا فاضلا مشهورا بالصلاح وإجابة الدعوة



من ذلك ما حكاه ابو عبد الله المقريء قال:



كان عندنا بقرطبة رجل فيه بعض الحدة وكان له على الشيخ مكي تسلط- كان
يتطاول عليه ويستفزه بين الحين والآخ – وكان يدنوا منه إذا خطب – إذا وقف
يخطب يدنوا منه ويغمزه ويحصي
عليه السقطات ويستدرك عليه ويتكلم فيضايقه ويستفزه أثناء الخطبة وأثناء
الدرس

وكان شيخنا مكي كثيرا ما يتلعثم ويتوقف من كثرة ما كان يؤذيه هذا الرجل

فخضر ذلك الرجل في بعض الجمع وجعل يحد النظر إلى مكي ويغامزه

فلما خرج معنا ونزل في الموضع الذي كان يقرأ فيه

قال لنا: أمنوا على دعائي

ثم رفع يديه وقال: اللهم اكفنيه ، اللهم اكفنيه

فمن . قال: فأقعد ذلك الرجل أي أصيب بالشلل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم

شيوخه كثيرون منهم الإمام أبو الحسن القادسي وأبو محمد ابن أبو زيد الذي
انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي بالمغرب وكان يسمى مالكا الأصغر وعليه كان
تفقه مكي وروايته

وله كثير من الشيوخ نتركهم إختصاراً

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



جمع الإمام مكي إلى تخصصه في القرآن الكريم وعلومه علوما متنوعة لا سيما
اللغة والفقه الماكلي فاهتم كثيرا كما قلنا بعلوم القرآن الكريم وعلوم
اللغة والحديث والفقه
والأدب وكان ملتزما بعقيدة أهل السنة والجماعة ولم يخرج عن ذلك سواء في
مسائل العقائد والقرآن والفقه واللغة



أما مؤلفاته : فهي كثيرة وصل من أحصاها إلى مائة وأربعة من المصنفات الموجودة وثمانية و ثمانين من المصنفات الممفقودة

هذه إشارة عابرة إلى ترجمة الإمام مكي ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى مصنف هذا الكتاب

لابد أن نطل إطلالة أولا أيضا على علم غريب القرآن ونلم ببعض المعاني
المتعلقة بهذا العلم من ناحية تعريفه وأهميته وعلاقته بالتفسير وأسبابه
ونشأته وتطوره ومصادره
ومناهجهه وأشهر ما دون فيه



تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



أما الغريب في اللغة فهو الكلام الغامض البعيد عن الفهم

عرفه الإمام أبو حيان النحوي الأندلسي إصطلاحا في كتابه تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب



فقال: لغات القرآن العزيز على قصمين

قصم يكاد يشترك في معناه عامة مستعربة وخاصتهم

يعني كلهم يفهه أي كل من تكلم العربية يفهمه

وقسم يختص بمعرفته من له إضطلاع وتبحر في اللغة العربية وهو الذي صنف أكثر الناس فيه وسموه غريب القرآن

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



إذن غريب القرآن هو العلم الذي يتناول تفسير كلمات القرآن البعيدة عن الفهم بما جاء في المأثور وأيضا بما جاء في لغة العرب

وتعود أهمية علم غريب القرآن إلى أنه يتعلق بشرح ألفاظ كتاب الله تعالى

فإذن هذا العلم هو مفتاح فهم القرآن الكريم وبالتالي لابد أنه سيساعد العلماء على إستنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



وفي ذلك يقول الراغب الأصفهاني صاحب كتاب المفردات في غريب القرآن :



إن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية وليس ذلك نافعا
في علم القرآن فقط بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع فألفاظ القرآن هي
لب كلام العرب وزبدته
وواسطته وكرائمه وعليها إعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم وإليها
مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم

أيضا هناك أهمية لغوية لعلم غريب القرآن لأنه يمثل تطور معاني ألفاظ
العربية لأن ألفاظ العربية بعد نزول القرآن الكريم وهذا من مظاهر تأثير
القرآن في اللغة العربية . أنه
بعد نزول القرآن الكريم أصبحت ألفاظ العربية ذات معنيين معنى لغوي تعرفه
العرب ومعنى إصطلاحي شرعي إسلامي جديد لم تعهده العرب بهذا الإسلوب
الإصطلاحي

ويعتبر غريب القرآن هو المحاولة الأولى لتفسير القرآن

يعني أول مرحلة من مراحل نشأة علم تفسير القرآن الكريم بدأت بعلم تفسير القرآن الكريم

ولاشك أن هذه المحاولة لتفسير القرآن الكريم بدأت مع نزول القرآن الكريم في
عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتمثلت في تفسير النبي صلى الله عليه
وسلم لألفاظ معينة في
القرآن وتبيانه لمعانيها

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



ثم يزيد إلى هذه التفسيرات فيما بعد بعض الأحكام الشرعية المستنبطة من آيات
الأحكام وبعض الأخبار والقصص المتعقلة بالأمم السابقة وبعض الأحاديث
والآثار لتشكل بمجموعها
علم تفسير القرآن بمفهومه الواسع



إذن ما هو سبب هذه الغرابة في مفردات القرآن أو أسباب كون وجود بعض الألفاظ توصف بأنها غريبة في القرآن الكريم؟



يتفاوت الناس في الفصاحة وأيضا اللغة العربية تمتاز بوجود لهجات ولغات لقبائلها

وكانت قريش أفصح العرب وبلغتها نزل القرآن الكريم بعد أن صهرت فيها معظم لغات العرب قبيل نزول القرآن

وقد فهم القوم الذين نزل عليهم القرآن معظم كلماته ومعانيه ولم يعانوا في فهمه كبير مشقة

وفي ذلك يقول أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن:



لم يحتج السلف ولا اللذين أدركوا وحيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن
يسألوا عن معانيه لأنهم عرب الألسن فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه
وعما فيه من كلام العرب
مثله من الوجوه والترخيص وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من وجوه
الإعراب ومن الغريب والمعاني

ثم خلط العرب غير جنسهم من الأمم , وهذا هو أول أسباب وجود هذا النوع من الغرابة نشأة الغرابة في الألفاظ

في الصدر الأول جيل الصحابة كانوا عربا أحقاقا لا يحتاجون للسؤال عن معاني القرآن لأنه قرآن عربي

ونزل بلغتهم العربية ، لكن بعد ذلك وهذا هو السبب الأول في الغرابة خالط
العرب غير جنسهم من الأمم على أثر الفتوحات الإسلامية وابتعد الناس عن
الفصحاة وكان هذا من أهم
الأسباب التي أدت إلى نشوء الغرابة في كلمات القرآن عند العرب تدريجيا

ومن أساب نشوء الغريب أيضا: بعض الخصائص التي تمتاز بها المفردات العربية كالترادف والإشتراك اللفظي والتضاد

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



مثال الترادف : الأسف

فالأسف معناه الحزن (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) معناه الحزن

إلا في قوله تعالى Sad فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) معناها فلما أغضبونا

هذا مثال لللترادف

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



من أساب نشوء الغريب أيضا : وجود الإشتراك اللفظي في بعض الألفاظ وهذا هو الذي يسميه العلماء بالوجوه والنظائر وهذا علم مستقل بذاته وقد
ألف الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى كتابا اسماه نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر



مثال : كلمة سوء أو السوء

جائت في القرآن على أحد عشر وجها

أحدها الشدة مثل قوله تعالى (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) السوء هنا بمعنى الشدة

وفي سورة الرعد (أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ)

وأيضا يطلق السوء على الزنا , وهكذا أي هناك أحد عشر وجها في إستعمال كلمة السوء وهذا من الإشتراك اللفظي

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



مثال: كلمة أمة ،

فالأم من الناس معروف أو أمة بمعنى فترة من الزمن (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)

وهكذا تجد الكلمة الواحد تشترك في عدة معان






من أسباب الغرابة أيضا التضاد في العربية في الفظة الواحدة تكون لفظة واحدة ولكن تفيد أحيانا المعنى وضده , الألفاظ المتضادة

من ذلك : قول الله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)

القرء عند أهل الحجاز الطهر وعند أهل العراق الحيض

فهذا من أمثلة التضاد

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



من أسباب نشوء الغريب أيضا : المعاني الإسلامية الجديدة التي أكسبها القرآن الكريم للألفاظ العربية ولم يكن للعرب معرفة بهذه الإصطلاحات في الجاهلية

كإصطلاح أسماء الله الحسنى

الإصطلاحات الفقهية الطهارة والزكاة والمعاني التي ندرسها في العلوم الشرعية من المعاني الإصطلاحية

كذلك أسماء اليوم الآخر : الصاخة / القارعة / الواقعة / الحاقة وهكذا

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



ومن أسباب وقوع الغرابة أيضا في مفردات القرآن إشتماله على لغات العرب

من ذلك قوله تعالى (إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا) تقرأ طيف يعني : لمة

وهذا بلغة ثقيف

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



من أسباب وقوع الغرابة أيضا إشتمال القرآن على مفردات توافق وجودها عند الأمم الأخرى وهو ما يسميه العلماء: بالمعرب والمترجم

واختلف حول وقوع هذا النوع في القرآن الكريم ومن أمثلته قوله تعالى : إستبرق

فالإستبرق في لغة العجم هو الديباج الغليظ

كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم إذا إلتبس عليهم فهم كلمة من كلمات القرآن
الكريم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفسرها لهم



يقول الإمام مجد الدين أوب السعادات الزجري في نهاية غريب الحديث:

وكان أصحابه ومن يفد عليه من العرب يعرفون أكثر ما يقولوا وما جهلوه سألوه
عنه فيوضحه لهم وقد حفظ الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما سمعوه من تفسيرات
النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ولما إنتقل صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى كان علماء
الصحابة يفسرون للناس غريب القرآن وأشهرهم في ذلك ابن عباس ترجمان القرآن
رضي الله تعالى
عنهما



ثم توزع الصحابة في الأمصار عقب الفتوح الإسلامية وأنشئوا مدارس لهم في كل
بلد وكان تلامذتهم من التابعين يتلقون عنهم ما بلغوهم من تفسسيرات النبي
صلى الله عليه وآله
وسلم ومن تفسيرات أساتذتهم من الصحابة

كما أدلى هاؤلاء التابعون بآرائهم في غريب القرآن بما لم يؤثر عن أساتذتهم
واشتهرت مدرسة مكة والمدينة والبصرة والكوفة واليمن والشام

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



وكان منهج الصحابة والتابعين في نقل العلوم هو بالرواية لأن التدوين كان نادرا بينهم

الرواية الشفهية والسماعية أما التدوين فكان نادرا بينهم ومع نهاية القرن
الأول الهجري لجأ المسلمون إلى تدوين علومهم حينما خافوا على هذا العلم
بموت العلماء من الصحابة
والتاعبين فقاموا بجمع ما اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث
ودون بعضهم آثار الصحابة أيضا وكانت تفسيرات غريب القرآن من أول ما دونه
العلماء



ثم تطور التدوين عند المسلمين وبدأ التخصص في العلوم وظهرت المؤلفات
المستلة في كل فن وكان غريب القرآن من أبرز ما اهتم به المسلمون وذلك
لتعلقه بكتاب الله تعالى

وظهرت فيه المؤلفات المستقلة وأول من ألف فيه كتابا هو ابان ابن تغلب ابن رماح البكري توفي مائة وواحد وأربعين هجريا

ثم توالى العلماء بالتصنيف وفي ذلك مراجع كثيرة جدا في هذا الفن

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



أما مصادر تفسير غريب القرآن:



فأولها القرآن العظيم نفسه لأن هناك بعض آيات تفسرها آيات أخر في القرآن الكريم

مثال: (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ )

هذه يفسرها قوله تعالى (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)فأول مصدر
هو القرآن نفسه تفسير القرآن بالقرآن ولعل من أوسع الكتب في إيضاح هذا الفن هو كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سابحة لربها
Admin
سابحة لربها


عدد المساهمات : 1084
تاريخ التسجيل : 14/06/2012
العمر : 64

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله   تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله Emptyالثلاثاء ديسمبر 18, 2012 1:06 pm

المصدر الثاني هو الحديث الشريف وتذكرون حديث عدي بن حاتم الذي رواه البخاري

قال: قلت يا رسول الله : ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان؟

قال : إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين

ثم قال: لا بل هو سواد الليل وبياض النهار

ففسر الخيط الأبيض ببياض النهار والأسود بسواد الليل

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043

ثم المصدر الثالث: هو أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم لأنهم تكلموا بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير ما لم يرد فيه تفسير من
القرآن ولا أثر فيه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم شيء

لا شك أن أقوال الصحابة تعتبر مصدرا للمفسرين لأنهم عاشوا ظروفا وملابسات
وأحداثا واكبت نزول القرآن وأيضا لما أختصوا به من الفصاحة والبيان وفهم
قروح الشريعة

وأشهرهم في ذلك كما قلنا ابن عباس والخلفاء الأربعة وعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم أجميعن

ثم بعد القرآن والحديث وأقوال الصحابة تأتي لغة العرب ولذلك يقول مجاهد
رحمه الله تعالى : لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب
الله إذا لم يكن عالما
بلغات العرب

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043

مثال ذلك : ما روي عن الحسن قال: كنا لا ندري ما الأرائك(مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)

حتى لقينا رجلا من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الجلة فيها السرير



إختلفت مناهج العلماء في تفسير غريب القرآن



منهم من رتب كتابه على ترتيب السور والآيات كما جائت في المصحف الشريف

كما فعل أبو عبيدة في مجاز القرآن وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن وكتابنا هذا الذي نتدارسه

يعني هنا يأتي بالغريب يبدأ من الفاتحة ثم البقرة وهكذا يراعي ترتيب السور كما هي في المصحف الشريف

ومن العلماء من رتب غريب القرآن على نسق حروف المعجة ( أ-ب-.ت )

وأراد هذا النوع من التصنيف الإمام أبو بكر السجستاني المتوفى سنة ثلاثين وثلاثمائة رحمه الله تعالى وكتابه نزهة القلوب

ثم تبعه على ذلك الراغب الأصفهاني المتوفى سنة إثنتين وخمسمائة في كتابه الشهير المفردات وأبو حيان النحوي في تحفة الأريب

كذلك منهم من اعتمد في شرح الغريب على شواهد اللغة العربية سواء شعر العرب أو نثرهم ليؤيد إختياره في شرح غريب القرآن

فمن مكثر كأبي عبيدة في مجاز القرآن ومن مقل كما فعل ابن قتيبة ثم يقول أن
المؤلفات في علم غريب القرآن كثرت وترقت منذ بداية عصر التدوين إلى عصرنا
هذا حتى نافت على المائة
أي زادت على مائة مرجع في تفسير غريب القرآن أمام إسم واحد وستين كتابا من
القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الميلادي في ذكر المصنفات في غريب القرآن
نتجاوزها إختصارا
للوقت

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



ثم نشرع بإذن الله تعالى في مدارسة الكتاب لكن نشير أيضا إلى منهج الإمام مكي ابن أبي طالب في كتابه

أولا: هو جمع غريب القرآن ممن تقدمه من مصنفي الغريب وبالذات كتاب تفسير غريب القرآن لابن قتيبة

أيضا راعى في تفسير كتابه أن يكون على نسق الآيات والسور في القرآن الكريم
كما أشرنا هناك منهجان إما ترتيب على حروف المعجم وإما ترتيب على حروف
السور

فهو سار على مراعاة ترتيب السور

أيضا إهتم مكي بإيراد القرائات القرئانية لأن القرائات لها أثر في توجيه
معاني غريب القرآن الكريم وقد كان هو نفسه إماما بارعا في القرآئات
بالأندلس

أيضا: يفسر القرآن بالقرآن هذا من خصائص منهجه . يفسر أحيانا لفظة القرآن بلفظة أخرى

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



مثال: قوله تعالى (آَنَسْتُ نَارًا) أي أبصرت

(آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا) أي علمتم

لم يكثر من الإستشهاد بالحديث الشريف بل لا يوجد في هذا التفسير غير حديث واحد فقط في قوله تعالى (فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ) أي قتل بعد
أن أخذ الدية من الجاني
وقال قتادة يقتل ولا يقبل منه الدية . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا أعاذر أحدا قتل بعد أخذ الدية أيضا الشواهد
الشعرية قليلة جدا بل إنه لم يستشهد إلا ببيت واحد من الشعر في الكتاب كله في تفسير قوله تعالى(فِيمَا طَعِمُوا) كما سيأتي

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043



ومسوغ الإختصر في الإستشهاد بالأحاديث وبالشواهد الشعرية طبعا أنه بنى
كتابه كما قال هنا على تفسير المشكل من غريب القرآن على الإيجاز والإختصار

وصفة الإيجاز والإختصر هي التي دفعتنا على البدائة بهذا الكتاب لنلم عموما
إلماما عاما بألفاظ غريب القرآن الكريم والكتاب لن يأخذ إن شاء الله منا
وقتا كثيرا لأنه مبنى
فعلا على الإيجاز والإختصار ولن نحاول الإستطراد إلا بزيادة بعض الحواشي من
محققة الكتاب : هدى الطويل المرعشلي

فنحن هنا نقدر المرأة وندرس تحقيقها لكتاب مهم في مثل هذا الكتاب



أيضا يختار أولى الأقوال في تفسير الغريب ويتجنب المنحول من التفسير والشاذ
من الآراء ويعتمد في أسولبه على اللفظة الموجزة والعبارة السهلة الواضحة
والإختصار الشديد
وعدم التفصيل اللغوي وذكر الآراء المختلفة والمسائل النحوية

كما أنه يستشهد بأقوال الصحابة والعلماء من التابعين وتابعيهم مع تبسط في هذا الأمر وعدم الإكثار منه

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043

أخيرا أضاف الإمام مكي لهذا الكتاب حجرا إلى أسس بنيان علم غريب القرآن
الرئيسة وإدا كتابه مصدرا من أهم مصادره وقد اعتمد العلماء الذين كتبوا في
هذا الفن والمفسرون
وواضعوا المعاجم اللغوية على هذا الكتاب

ونرى إسم مكي يتردد كثيرا في تآليفهم كتفسير القرطبي وزاد المسير لابن
الجوزي ولسان العرب لمنظور والقاموس المحيط للفيروز وتاج العروس للزبيري



نبدأ بإذن الله تعالى في مدارسة هذا
الكتاب وكما قلت نبدأ به لأنه فعلا في غاية الإختصر قد تكون الإطالة نشأة
من إضافة بعض الفوائد من الحواشي

ولابد أن نتنبهوا عندما يكون الدرس شفاهي لا يصح الإعتماد على درس شفوي في
نقول لأنه يمكن المتكلم يضيف وهو يشرح أشياء من عنده أو من الحواشي إلى
النقل

فمن يريد أن يعتمد ويوثق يرجع إلى الكتاب المطبوع ليس إلى الشريط المسموع

يقول الإمام مكي ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

وما توفيقي إلا بالله

قال أبو محمد مكي بن أبي طالب المقريء رضي الله عنه:



الحمد لله ولي الحمد وأهله والهادي الموفق له والمنعم به حمدا طيبا كثيرا
مباركا فيه وصلى الله على محمد النبي خير خلقه وعلى آله وصحبه وسلم

هذا كتاب جمعت فيه تفسير المشكل من غريب القرآن على الإيجاز والإختصر مع البيان نفع الله به وجعله لوجهه خالصا

سورة الفاتحة :

تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله 043

سوف نشرع بعون الرحمن في تفسير المشكل من غريب القرآن لكل سورة في صفحة على حدى مع تلاوة لهذه الآيات حتى تكون أكثر أعمالا في القلب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير المشكل من غريب القرأن لفضيلة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير المشكل من غريب القرآن (2) سورة الفاتح
» تفسير الله نور السموات والارض
» حياة الهادى البشير محمد صلى الله عليه و سلم
» كتاب زياره الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
» معاني الضرب في القرأن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الاسلام :: الفقه والتوحيد والعلوم الشرعيه :: منتدى العلوم الشرعيه والتوحيد-
انتقل الى: