سابحة لربها Admin
عدد المساهمات : 1084 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 64
| موضوع: الصبر والمصابرة الأحد يناير 06, 2013 6:43 pm | |
| الصبر والمصابرة قال رحمه الله:[ وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى و إن أمضّ وأرمضْ. ] [إن أمضّ وأرمض ]أي وإن آذاك وأزعجك. "صابر عطش الهوى "يريد الإنسان عمل شيء معين لكنه لا يستطيع,، لأنها حرام ففي هذه الحالة صابر و المصابرة غير الصبر، المصابرة مفاعله مابين اثنين، يمكن للإنسان يصبر لكن لا يصابر،ولذلك قال الله عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوُا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا﴾(آل عمران:200) المصابرة أشق، يمكن للإنسان أن يصبر بينه وبين نفسه ويمكن أن يبتعد عن محل الهوى أو محل المشكلة أو يحجز نفسه, بالبيت، ففي هذه الحالة اعتزل، فيسهل الصبر عليه وإن كان مرًا، لأن اسمه صبر، ، لكن المصابرة مفاعلة. هناك طرف آخر يجرك للمشكلة .أنا يمكن أن أكون عصبي جدًا و أي أحد يعتدي مباشرة أتشاجر معه لكن مادام ليس هناك شجار وهم يعيدون عني أنا هادئ. ولذلك تجد بعض الناس ، سمته هادئ جداً وشكله هادئ جدًا وفجأة تجده نار تحرق، فأنت تتعجب لم يكن يظهر عليه أنه هكذا لكن لما جعل المحك صار نارًا تحرق، والذي مثل هذا لا يظهر أبدًا أنه عصبي .طالما أنه لا يوجد من يعصبه ,لكن إذا كان هناك من يعصبك باستمرار المطلوب منك صبر فوق صبر. يقول ابن الجوزي رحمه الله: "صابر عطش الهوى في هجير المشتهى،" الهجير شدة الحر. انظر عندما,تكون في صحراء وفي رمضاء تشوي الجلود والشمس تحرق الجلود وتغلي منها الرؤوس وستموت لكي تشرب، وهذا محل العطش أو محل شدة العطش.يقول إذا جاءك الهوى، تهوى شيئاً ما،. مثلاً:كنت تحب تسمع الأغاني ، وكنت لا تنام إلا على الأغاني وأغنية معينة لها مواقف معك تتمني تسمع أغنية وأنت تبحث في الإذاعة لتسمع محطة القرآن الكريم مريت علي عدة إذاعات وأنت تقلب في الإذاعة وجدت الأغنية التي تحبها وكان لها وقع في قلبك ففي أوقات تتركها خمس دقائق، أربع دقائق وتحس أن قلبك يتحرك يمكن تسمع الأغنية إلي آخرها ثم بعد سماعها استغفر الله استغفر الله . هذه وأمثالها من يريد السلام لابد أن يبتعد عن محل الفتنة، فأي هوى كان يفعله يمكن في لحظات نقصان الإيمان يأتي الهوى،و يمكن أن يشتد عليه. فيقول ابن الجوزي" صابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضّ وأرمض فإن وصلت إلى الغاية في الصبر فاحتكم وقل". يريد أن يقول إذا جاءك الهوى في هجير المشتهى، تتمني فعله, وستموت إن لم تفعله .فربط الله عزّ وجلّ على قلبك وصبرت وتجاوزت الأزمة.إذا وصلت لهذه المرحلة فاحتكم وقل، ساعتها تقول نحن هنا. ابن الجوزي يقول هذا الكلام: على افتراض أن الذي وصل إلى هذا سيحتكم ويقول. لكن الواقع غير ذلك، لأن من وصل إلى هذه يخاف على عمله أن لا يقبل. لو وصل لهذا المستوى، يتجاوز الهوى ويصبر على حز الغلاصم ونجا، هؤلاء أهل التقوى. فهذا لايحتكم ولا يقول، ولكنه خائف أن لا يقبل عمله إذا وصل إلى هذه الدرجة. كما في الحديث، وإن كان ضعيفًا، و كثير من الناس يحتج به، عندما قرأت عائشة قول الله عز وجل . ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾(المؤمنون:60) “قالت : يارسول الله، أهذا الزاني يزني والسارق يسرق”، إذ معنى الآية ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا﴾أي يفعلون الفعل ﴿وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ خائفون ﴿أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ فيحاسبهم على ماكان منهم. من الذي يعمل العمل وهو خائف؟ الذي عمل مخالفة، وعلى ذلك عائشة ك - على فرض ثبوت الحديث- لم تفهم إلا أن هذا عاصي، وإلا العبد عندما يكون مطيع لماذا يخاف ؟ فقال لها النبي ﷺ “لا يا ابنة الصديق هؤلاء أقوام أتوا بصلاة وزكاة وصيام وصدقة ثم يخشون أن لا يُتقبل منهم" في إسناده انقطاع. لكن هناك شواهد كثيرة أخرى حتى من فعل الصحابة السنة العملية للصحابة وهم يأتمون برسول الله ﷺ. النبي عليه_ الصلاة والسلام_ كما نعلم من حديث أنس وغيره حديث المغيرة ابن شعبة أنه كان يصلي حتى تتفطر قدماه، فيقال له في ذلك كما"قالت عائشة له:"لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبدًا شكورً" ثم بعد ذلك لا يوفي نعم الله عليه و يبين بجلاء أنه ﷺ لن يدخل الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله عز وجل برحمته. العبد إذا أراد أن ينظر أيدخل الجنة بالعمل أم لا، لا، لن يدخل بالعمل لأن المسألة مسألة موازين. العبد يفعل الفعل، لا يجوده عادةًً، يصلي الصلاة ويمكن أن يأخذ خمسها فقط، أو يأخذ عشرها،أو يأخذ ربعها، إذا عند كل صلاة يأخذ ربع وأوقات أخري لا يأخذ شيء المفروض أن صلاته توزن، توضع في الكفة ثم نري نعم الله عز وجل في الكفة الثانية، كلنا سنضيع لو المسألة كذلك، إلا أن يتقبل الله عز وجل منا إذا بذلنا أقصى ما في وسعنا حتى وإن كان قليلا ولكن تصل إلى سقف طاقتك. الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة"فاحتكم وقل." ابن الجوزي يقول إذا أنت وصلت إلى هذه المرحلة حينئذ تكون وصلت إلى مقام من لو أقسم على الله لأبرّه. ثم ذكر ابن الجوزي رحمه الله نماذج لمن لو أقسم على الله لأبره. قال:"تالله لولا صبر عمر ما انبسطت يده بضرب الأرض بالدرة،"الدرة عصا لينة كانت مع عمر ابن الخطاب ت. وكان عمر يضرب بها بعض الصحابة ومع ذلك لم يكن يغضب من عمر أحد،لصدقه ت، جعل الله عز وجل له من المهابة و المكانة و المحبة في قلوب الصحابة و في قلوب التابعين ما جعلهم يتجاوزون هذا المعني. أي رجل يبتليه الله عز وجل بالإمارة، لابد أن يتسلح بسلاح الصبـر والحلـموالسخــاء. لا يسود إلا بهؤلاء . الصبر عصب الولاية، عصب الإمارة ، أيِّ إنسان يتولى منصباً من المناصب لابد أن يكون صبــورًا وحليمــًا وسخيــًا، لأن الإدارة كلها مشاكل، الإدارة تحتاج إلى حزم، والحزم أكثر الناس يتجاوزون حدوده، فهذا أتي بشفاعة ، أنا إنسان لي منصب معين وشخص ما أتي لي بشفاعة , وهذه الشفاعة سأتجاوز بها الحكم الشرعي: فيقول من يطلب الشفاعة من أجلي ثم يذكره بما بينهما من علاقات وود وليس بعيداً أن يأتوا له بهدية يكسر عينه بها فالإنسان الذي في الإدارة لو تجاوز لهذا وهذا وهذا فسدت الإدارة، فيحتاج أن يصبر. نصيحة الشيخ للشباب القائم على الدعوة،: إيّاك أن تتلبس بشيء من الإدارة، لأن عدّة العالم و عدّة الداعي إلى الله عز وجل تختلف عن عدّة الإداري. الإدارة تريد حزماً ,وأنك لا تجامل، لكن عدّة الداعي أن يُصبر المشتكي، فلو أتي له مشتكي قائلاً له أنا فلان قال لي كذا وكذا شتمني وأحرجني أمام الناس فأنا كداعي أربض عليه مصبراً إياه بأنه أخوه فالتمس له سبعون عذرا، ولاتحمل كلامه على الشر وأن تجد لها محملاًً ،وحسن الظن في الله وفي أخيك المسلم، وحسن الظن ليس له أي مشاكل وسوء الطن له مشاكل ثم يقبل رأسه حتى يرضيه فهنا لم نعالج الموضوع, كل المسألة صبّرتُ و أنهيت، والمشكلة مازالت قائمة. فأنا. لو دخلت في الإدارة بأخلاق الداعي إلى الله لن تنجح الإدارة، ولو دخلت الدعوة إلى الله عز وجل بأخلاق الإداري لن تنجح الدعوة. لأنني سأكون حينئذ غليظاً، لن أترفق مع أحد لن أتلطف مع أحد، وأصُك صك الجندل ولو خرجت روحه في أي شعبة من الشعاب لا يضرني إلي أين ذهب . مثلا: أنا رجل مثلاً لي قبول في المكان الذي أنا فيه، قالوا لي نريدك رئيس مجلس إدارة المسجد، أو رئيس مجلس إدارة الجمعية، وهذه الجمعية لها نشاطات اجتماعية للفقراء و المرضى فصرت رئيس مجلس الإدارة وجاء لك أحد الأشخاص يريد أشياء ليست من حقه فأجبته بالرفض فلم يتقبل الأمر فكانت النتيجة حدوث مشادة بينكما علي إثرها أُخرِج، خارج الجمعية ثم بعدها كنت خطيباً للجمعة وجلست تتكلم عن حسن الأخلاق وتحث علي حسن الخلق وأن تعامل أخوك المسلم بالصبر وتصبر علي أذاه وتقابله بالبشر, ولا تعبس في وجهه فيكون من الحاضرين هذا الشخص الذي رفضت شفاعته وحدثت مشادة بينكما فيتعجب ماذا يقول هذا الخطيب وهو من يومين فقط طردني من الجمعية فيرد قائلاً اعمل بما تقول به فيسقط هذا الرجل ويسقط مايقوله نظرًا لأنه حاول أن يحزم مع أنه كان محقًا في الحزم، ولم يرض يعطي أي إنسان لأن اللوائح لاتسمح بهذا،وأنا لا أستطيع فعل شيء مثل هذا إذا عندما يستخدم الإداري أخلاق الداعية وليس معني ذلك أن الإداري يكون غليظاً ولكن يكون حازماً لا متجاوزاً حده ولا بذيْ اللسان فهذا الحزم يحتاج لصبر فعمر ابن الخطاب كان أمير المؤمنين، كيف كانت سيرته وكيف كان صبره وكيف كان إذا ضرب بالدرة لا يتغير قلب أحد عليه. هذا مانعرفه في المرة القادمة إن شاء الله تعالي
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته لكم زادًا إلى حسن المصير إليه و عتادًا إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل و هو حسبنا ونعم الوكيل و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين. | |
|