سابحة لربها Admin
عدد المساهمات : 1084 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 64
| موضوع: التحذير من أذية الجار : الإثنين يناير 14, 2013 3:16 pm | |
| التحذير من أذية الجار :
واحذر أخي المسلم من أذية جارك فإنَّ للجار حقوقاً ، وقد وصى الله بالجار فقال في كتابه : (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )) [ النساء : 36 ] وصحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه )) (1) . وقال : (( يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك )) (2) ، وقال : (( لا يمنع جارٌ جاره أنْ يغرز خشبة في جداره )) (3) . وقال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت ))(4) . وقد حذرنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من أذية الجار ، فقال : (( والله لا يؤمنُ ، والله لا يؤمنُ ، والله لا يؤمن ، قيل : من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جارُه بوائقَه ))(5) . مما تقدم يتبين لنا منـزلة الجار في نظر الإسلام وأنَّ ما نراه عند كثير من الناس الآن من الذين لا يهتمون بحق الجوار ، ولا يأمن جيرانهم شرورهم فتراهم دائماً في نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق ، وإيذاء بالقول والفعل ، كل هذا مخالف لما جاء به القرآن والسنة الصحيحة ، وإنَّ ما نراه من ذلك موجبٌ لتفكك المسلمين ، وتباعد قلوبهم وإسقاط بعضهم حرمة بعض . وعلى المسلم إذا ابتلي بجار سوء أنْ يصبر عليه ، فإنَّ صبره سيكون سبب خلاصه منه ، فقد جاء رجل إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له : (( اصبر )) ثم قال له في الثالثة أو الرابعة : (( اطرح متاعك )) في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون ما لك ؟ فيقول : آذاني جاري فيلعنون جاره حتى جاءه وقال له : (( رد متاعك إلى منْزلك فإني والله لا أعود )) (6) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ، فقال رسول الله : (( لا خير فيها ، وهي من أهل النار ، وقال : وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحداً ، فقال رسول الله : هي من أهل الجنة ))(7) . مما تقدم من نصوص الكتاب والسنة نعلم كيف عني الإسلام بالجار عناية عظيمة ؛ إذ حث على الإحسان إليه بالقول والفعل وحرم أذاه بالقول والفعل ، وجعل الإحسان إليه ومنع الأذى عنه من خصال الإيمان ، ونفى الإيمان الكامل عن من لا يأمن جاره شَرّهُ ، وأخبر أنَّ خير الجيران عند الله خيرهم لجاره .
| |
|