قاسم أمين حاول محاولات مع
زوجته أن يكون البيان عمليًا وتكشف عن وجهها فأبت، قيل بأن قاسم أمين مات
أو انتحر، وترك زوجه بعده لمدة عشر سنوات وما زالت محجبة، غطاء الوجه على
وجهها.
حتى الصحافي المشهور
مصطفي أمين أخو على أمين، الذي كان يومًا ما رئيسًا لصحيفة الأخبار، أي
أخبار اليوم، كتب كتابًا فيه رجالًا عرفتهم منهم ذكر قاسم أمين، قال أنه
ذهبت زوجته مرة إلى بيت سعد زغلول قال فكنا عند سعد فإذا بالرجال يأكلون في
جانب والنساء يأكلون في جانب، فقال مصطفي أمين فسألت سعد أليس من الحق أن
نأكل جميعًا؟ فقال إن زوجة قاسم ترفض هذا، وظلت على حجابها وغطاء وجهها إلى
أن ماتت.
الأمر مستمر، وحث المرأة
على خلع عفتها مستمر، واستنثار الأمة لهذا مستمر، وجد أعداء الإسلام أن
ينشأوا أول مدرسة للبنات، وهي مدرسة السنية التي في السيدة زينب إلى يومنا
هذا، أول مدرسة للبنات في القرن الماضي، هذه المدرسة كان لها شروط هي لبنات
الطبقات العليا، كل كل من فيها كنا نساء، وكان يأتي الحنطور المعروف،
الحنطور ومغطى من جميع الجوانب ويوضع شاشات وتأتي البنت تخرج من بيت أهلها
إلى المدرسة لا ترى رجلًا البتة، حتى الفرَّاشة كل من كان في المدرسة كلهن
جميعًا نساء، إلى أن تقضي مدتها ثم تعود إلى البيت، وكان التعليم الكتابة
والقرأة وبعض أعمال البيت، إلى أن تطور الحال.
أول امرأة خرجت من
الجامعات المصرية -امرأة- هذه المرأة تعلمت في مصر ثم سافرت إلى باريس،
عادت متبرجة متهتكة، كان اسمها "درية شفيق" كانت من طنطا ثم تغيرت وأعجبت
بأوروبا، صار الغرب جميعًا يتكلمون بها، من بريطانيا إلى فرنسا إلى إيطاليا
المرأة الشرقية المثالية، عادت إلى مصر بمظاهرات وبندوات وبدعوى لخروج
المرأة كانت ملابسها خليعة.
كان على الجانب الآخر
شاب صحفي مشهور كان يسمى بأحمد الصاوي، هذا الشاب كان يكتب في بعض المجلات
وبعض الجرائد ويدعو أيضًا لتحرير المرأة، أعجب بدرية أعجابًا شديدًا،
وأعجبت به أيضًا، حتى أتفقا على الزواج، وفعلًا تزوجها بعد شهر من الزواج
كانت تخرج معه إلى الصالونات وكان أحمد الصاوي صعيدي، ولكنه صبغ بصبغة
باريس، فرأى عيون الرجال تخترق جسد امرأته فغار، وأخذته النخوة الصعيدية،
فقال لدرية شفيق إلى هنا انتهت مهمتك -البيت- قالت لا، فما زال بها وما
زالت به حتى طلقها.
أول مظاهرة مصرية عام 1948م نسائية كانت على يد المرأة درية شفيق، أول من خاطب أول رئيس لمصر محمد نجيب هي درية، وقالت له أريد أن أكون في الجندية.
قال مصطفى أمين فابتسم محمد نجيب ابتسامة وأعجب بها، أول امرأة شاركت في البرلمان درية شفيق.
يقول مصطفى أمين فما زال
بها الحال حتى أحست بوحشة تركت الرجل الذي كانت تحبه، ثم اعتزلت في بيتها
في عمارة في وسط القاهرة، وسكنت في الدور السادس، قال مصطفى أمين كنت في
مكان ما ثم عدت فوحدت جثة في الأرض حولها الرجال، فأسرعت وقلت من هذه؟ أو
من هذا؟ قالوا هذه درية شفيق سقطت من الدور السادس منتحرة، بعد عزلة ثماني
عشرة سنة.
أيها الأحباب ربما البعض
يقول هذا الكلام ما يهمنا، ولا يشغلنا وما هو إلا قصص وسير، أقول والله
الذي لا إله غيره إن التنازل خطوة من هذا الدين أو التراجع خطوة عن هذا
الدين هو الهلاك كله، حينما سكت الكل وصفق لعمليات التغريب لبلاد الإسلام
وصل بنا الحال أن تارك الصلاة لا يلام.
أذكر من عشرين سنة
أخبرني الشيخ دياب من الجزيرة -الجزيرة الخضراء من قري مطوبس- أن رجلًا من
بالجزيرة كان لا يصلي ما خرج في جنازته إلا بعض أهله فقط، دفن وما صلوا
عليه، في الجزيرة هنا في مطوبس.
اليوم تغير الحال ذهبت
من أيام إلى الجزيرة وجدت الحال تقلب تمامًا، غالب الشباب لا يصلي، وقد بين
النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم كما روى أحمد عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِِسْلاَمِ عُرْوَةً
عُرْوَةً". < أحمد (5/251) >.
لا يأتي التغريب مرة أو
دفعة، لن ترى شخصًا مرة متدينًا ثم ينقلب، لابد من التغير، والحرب مستعرة،
حينما ترى أن الشباب مخدرات، قنوات، انترنت، شهوات، البنات هن اللاتي يشغلن
الشباب، تغير كلي في بلاد الإسلام، حينما ترى هذا أي خطواط يتقدمها العبد
في هذا الدين.
فالتغريب قديم، ومستمر
ويزداد يومًا بعد يوم في بلاد الإسلام، حتى صار عند الغالب وأعني بالصفوة،
صور فقط، ومن داخله خرب، مدمر محطم، بعض الشباب أجلس معه يبكي لا أدري ماذا
أفعل، يجد صراعًا في نفسه، يريد الخير ولكن الشر غالب، وصلوا بالمرأة رؤوس
للتعليم ، ثم صار التعليم صورة وصبغة، حتى صار الآن أول سؤال لمن يتقدم
إلى امرأة نوع التعليم، ثم المرأة تسأل نوع التعليم.
وإني لأذكر الطبيبة
التعسة كما قال بعض أهل العلم، امرأة طبيبة كانت غير جميلة تقدم إليها
الخُطَّاب تريد طبيبًا جميلًا، ما جاءها أحد كان يتقدم إليها دون هذا،
وأهلها يأبون ويرفضون، إلى أن صارت عانس وحالتها يرثى لها حتى قالت خذوا
شهادتي وأعطوني كناسًا زبالًا وأكون أمًا وزوجة.
أيها الحبيب نحن في حاجة إلى تغير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. [الرعد: 11].
عودوا إلى ربكم واستغفروه ......