بدأ استخدام الكروشيه- في بداية القرن التاسع عشر في بريطانيا وأمريكا
وفرنسا- كبديلاً أقل تكلفة لأشكال أخرى من الدانتيل. حيث كان سعر خيط القطن
المُصَنَّع يتناقص، وحتى إذا كان دانتيل الكروشيه يستهلك خيطاً أكثر
من دانتيل البكرة المنسوج، فإن دانتيل الكروشيه كان أسرع وأيسر في
تعلمه. ويُعتَقَد أن بعض مُصنّعي الدانتيل كانوا يدفعون مبالغ زهيدة مما
جعل عاملاتهم يلجأن إلى البغاء.
وخلال المجاعة الآيرلندية الكبرى (في الفترة من 1845 إلى1849)، قامت
الراهبات الأورسيلينيات بتعليم الأطفال والنساء المحليات شغل الكروشيه.
ولقد شُحنت مصنوعات الكروشيه إلى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا واشتُريت
لجمالها وأيضاً من أجل المساعدة الخيرية التي قدمتها للسكان الآيرلنديين.
(هذة الفقرة تفتقر إلى التوثيق).
ولقد تنوعت الإبر فتراوحت بين الإبر البدائية المُنحنية ذات المقبض
الفخاري- التي كان يستخدمها عمال الدانتيل الآيرلندي الفقراء- والإبر
الفضية مكلفة الصنع، والإبر النحاسية، والإبر الفولاذية ، والإبر العاجية،
والإبر العظمية المصنوعة جميعها بمجموعة متنوعة من المقابض، والتي أُحسن
تصميم بعضها ليُظهر أن يدي السيدة أرقى من أن تشغل بالخيط. وبحلول أوائل
الأربعينات، جرى نشر تعليمات لطريقة تنفيذ أعمال الكروشيه في إنجلترا،
وقد تم ذلك بالتحديد بواسطة "إلينور رييغو دي لا برانكاردياريه"
و"فرانسيس لامبرت". وقد دعت هذة الباترونات المبكرة لاستخدام خيط القطن
والكتان لعمل الدانتيل، والغزل الصوفي لتصنيع الملابس، في كثير من
الأحيان بتوليفاتٍ من الألوان الزاهية.
بداية تاريخ فن الكروشيه أصبح فن الكروشيه صناعة منزلية مزدهرة في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في
آيرلندا وشمال فرنسا، من شأنها تدعيم المجتمعات التي تضررت فيها وسائل
كسب الرزق بسبب الحروب، والتغيرات في زراعة الأراضي، واستغلال الأرض،
والعجزفي المحاصيل الزراعية. حيث كانت النسوة، وأحياناً حتي الأطفال،
يمكثن في المنزل ويقومن بشغل قطع من الكروشيه مثل الملابس والبطانيات
لكسب المال. وكانت القطع تامة الصنع تُشترى من قِبَل الطبقة المتوسطة
الناشئة. إن تقديم الكروشيه كتقليداً للرمزالدال على المكانة الراقية،
وليس كحرفة فريدة في حد ذاتها، قد وصم هذا الفن بالوضاعة والإبتذال.
فأولائك الذين كان باستطاعتهم شراء الدانتيل المصنوع بطرق أقدم وأغلى
ثمناً كانوا يزدرون أعمال الكروشيه وينظرون إليها على أنها نسخ مقلدة
زهيدة الثمن. إلا أن الملكة فيكتوريا قد خففت من حدة هذا الإنطباع
بشراءها العلني للدانتيل المصنوع بالكروشيه الآيرلندي بل وبتعلمها أيضاً
كيفية تنفيذ قطع الكروشيه بنفسها. ولقد حظى الكروشيه الآيرلندي
بالمزيد من الرواج بفضل "ملليه رييغو دي لا برانكاردياريه" في عام 1842
الذي نشر باترونات لدانتيل المكوك ودانتيل الإبرة وتعليمات استنساخهما
بطريقة الكروشيه، بالإظافة إلى نشره للعديد من الكتب التي تتناول صنع
ملابس الكروشيه باستخدام خيوط الصوف. ولقد اتسمت الباترونات التي توافرت
في أوائل أربعينات القرن الثامن عشر بالتنوع والتعقيد.
التطبيق الحديث لقد تغيرت موضات الكروشيه بنهاية العصر الفيكتوري في التسعينات من القرن
الثامن عشر. حيث أصبحت دانتيلات الكروشية في عصر الملك إدوارد، الذي بلغ
ذروته في الفترة ما بين عامي 1910 و1920، أكثر إتقاناً من حيث النسيج
وأكثر تعقيداً من حيث التطريز.
واختفت الألوان الفيكتورية الصارخة ودعت الكتب الحديثة لإستخدام الخيوط
البيضاء أو ذات الألوان الشاحبة، بإستثناء أكياس النقود المنقوشة والتي
كانت تُشغل غالباً بالحرير ذو الألوان الزاهية وتطرزتطريزاً مُتقناً
بالخرز.
وبعد الحرب العالمية الأولى، نُشر عدد قليل جداً من باترونات الكروشيه،
وكان معظمها عبارة عن نسخ مُبسطة من باترونات أوائل القرن العشرين. وبعد
الحرب العالمية الثانية، من أواخر الأربعينات حتى أوائل الستينات، حدث
إحياء لللإهتمام بالحرف المنزلية، خاصةً في الولايات المتحدة المريكية، حيث
نُشرت العديد من تصميمات الكروشيه الخيالية الجديدة الخاصة بمناديل
المنضدة وماسكات القِدَرالساخنة والمفروشات المنزلية الأخرى، بالإضافة إلى
التجديدات التي اُدخلت على المطبوعات السابقة. وقد تطلبت هذة الباترونات
استخدام خيوط وغزول أغلظ من تلك التي استُخدمت في الباترونات الأقدم،
كما أنها احتوت على ألوان رائعة ومتنوعة. ولقد ظلت هذة الصناعة في المقام
الأول حرفة ربة المنزل حتى أواخر الستينات من القرن التاسع عشر وأوائل
السبعينات منه، حين إلتقط الجيل الجديد فكرة الكروشيه وروج لفكرة قطع
مربعات الجدة، وهى عبارة عن شكل متكرريُشغل في شكل دوائر ويدمج بين ألوان
زاهية.
وبالرغم من أن فن الكروشيه قد أفل نجم شعبيته، إلا أن أوائل القرن
الحادي والعشرين شهدت إنتعاش في الإهتمام بالحرف اليدوية والحرف القائمة
على فكرة "اصنع منتجك بنفسك"، فضلاً عن تحقيق خطى كبيرة في مجال تحسين
جودة وأصناف الغزل. ويوجد العديد والمزيد من الكتب الجديدة التي تحتوي
على باترونات حديثة قيد الطباعة، كما أن معظم محلات الغزل تقدم دروس
تعليم الكروشيه بالإضافة إلى دروس الحياكة التقليدية. ويُعد كلاً من
كروشيه