بنت العجمى Admin
عدد المساهمات : 589 تاريخ التسجيل : 07/07/2012 الموقع : الاسكندرية
| موضوع: حقوق الأبناء على الاباء الجمعة سبتمبر 28, 2012 5:02 pm | |
| حقوق الأبناء على الاباء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم تفتصر الحقوق في الإسلام على الآبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم
بل جعل للأبناء حقوقا كذلك على آبائهم وأمرهم بها
ويتبين ذلك جليا في موقف أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه رجل يشكو اليه عقوق ابنه : فأحضر عمر بن الخطاب ابنه وأنَّبه علي عقوقه لأبيه, فقال الابن : يا أمير المؤمنين , أليس للولد حقوق علي أبيه؟ قال : بلي, قال : فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال : أن ينتقي امه , ويحسن اسمه , ويعلمه الكتاب ( أي القران ). فقال الابن : يا أمير المؤمنين , انه لم يفعل شيئاً من ذلك : أما أمي فانها زنجية كانت لمجوسي , وقد سماني جعلا ( جعرانا ) , ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت أمير المؤمنين الي الرجل وقال له : اجئت الي تشكو عقوق ابنك , وقد عققته قبل أن يعقك , وأسأت اليه قبل ان يسئ اليك؟.
ففي هذا النص نستطيع أن نضع أيدينا علي أهم حقوق الابناء علي ابائهم والتي من المفترض الالتزام بها حتي يحيوا حياة سعيده هنيئةً يملئها الجو الاسلامي.
وسوف نلخص تلك الحقوق مع بيان أدلتها من القران أو السنه النبوية الشريفه إن توفر كليهما أو أحدهما.
- الحق الأول : أن يحسن اختيار الزوجه.
فعليه أن يقف علي مواصفات المرأه التي تحدث عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفه
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير فائدة أفادها المرء المسلم بعد اسلامه : امرأة جميله تسره اذا نظر اليها وتطيعه اذا امرها وتحفظه في غيبته وماله ونفسها ".
كما قال صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأه علي احدي خصال : لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك ".
فتلك المرأه هي التي تشرف علي زوجها وأبنائها بعد ذلك بأصالة حسبها ونسبها فقد ورد في الحديث :" تخيروا لنطفكم فان العرق دساس " وفي الحديث :" اياكم وخضراء الدمن, قالوا ومن خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السؤء ".
وقد ذكر المعني الحقيقي للجمال في قول الحكيم : ليس الجمال بأثواب تزيننا ...... ان الجمــال جمال العلم والأدب .
وقد نهانا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أن يتزوج الرجل المرأه لأغراض دنيوية ففي الحديث الشريف :" لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسي حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسي أموالهن أن يطغيهن ولكن تزوجوهن علي الدين ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل". أي المراد أن الرجل لا يتوزج المرأه لغرض معين انما يتزجها لدينها حتي تعينه علي مشقات الحياه وتربي لا أولاده علي الخلق الحسن القويم.
- الحق الثاني : التعوذ بالله من الشيطان قبل الجماع.
وذلك حتي لا يشارك الشيطان في نطفة الولد ففي الحديث الشريف : " لو أن أحدكم اذا أتي أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد , لم يضره" .
وذكر في معني الضرر أنه يحتمل ان لا يضره في دينه وانه لا يفتنه عن دينه الي الكفر والضلال.
- الحق الثالث : أن يؤذن في أذنيه بعد ولادته .
وذلك حتي تكون كلمة ( الله أكبر ) أول ما تسمعه أذن المولود حيث يستحب أن يؤذن في أذنه اليمني ويقيم في أذنه اليسري.
فقد ورد في الحديث الشريف أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال :" من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمني أقام في أذنه اليسري لم تضره أم الصبيان ". أي : القرينة من الجن .
- الحق الرابع : أن يتخير له اسما حسناً سواء كان ذكراً أو أنثي .
ففي الحديث الشريف : " انكم تُدعون يوم القيامه بأسمائكم وأسماء ابائكم فأحسنوا اسماءكم " .
وذلك حتي لايكون سببا في ضحك الناس عليه والاستهتار به
ومن الأحاديث التي تبين أحب الاسماء وأكرمها قوله صلي الله عليه وسلم :" ان أحب اسمائكم الي الله عز وجل : عبدالله وعبدالرحمن " .
ومنها قول الرسول الكريم : " تسموا بأسماء الأنبياء , و أحب الأسماء الي الله عبدالله وعبدالرحمن , و أصدقها : حارث وهمام , و أقبحها : حرب ومره " .
ومن السنه أن يسمي المولود في اليوم السابع من ولادته ففي الحديث الشريف أن رسو الله أمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضْع الأذي والعق عنه .
- الحق الخامس : أن يتصدق يوم أسبوعه بشاتين ان كان ذكراً وشاه ان كانت أنثي .
وتلك هي العقيقه فقد روي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد فعلها وكذلك فعلها أصحابه عليهم رضوان الله .
ففي الحديث الشريف : " كل مولود رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمي "
والذبح يكون في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الواحد والعشرين ففي الحديث الشريف :" تذبح لسبع ولأربع عشر ولاحدي وعشرين " .
- الحق السادس : أن يعلمه القران .
ففي الحديث الشريف : " حق الولد علي الوالد أن يعلمه الكتاب والسباحه واللا يرزقه الا طيبا " .
قال الامام الشافعي :" ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم فهو نور يهتدي به الحائر " .
قال تعالي : " ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المومنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيراً " .
وقد قال العالم المشهور ( موريس الفرنسي ) في فضل القران الكريم وتعلمه :" انه بمثابة ندوة علميه للعلماء , ومعجم لغة للغويين , ومعلك نحو لمن أراد تقويم لسانه , وكتاب عروض لمحب الشعر وتهذ يب العواطف , ودائرة معارف للشرائع والقوانين , وكل كتاب سماوي جاء قبله لا يساوي أدني سورة من سوره في حسن المعاني وانسجام الألفاظ ومن أجل ذلك نري رجال الطبقة الراقيه في الأمة الاسلاميه يزدادون تمسكاً بهذا الكتاب , واقتباساً لاياته يزينون بها كلامهم , ويبنون عليها ارائهم كلما ازدادوا رفعة في القدر ونباهة في الفكر " .
- الحق السابع : أن يعلمه السباحه .
كما جاء في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم المذكور سالفاً : " حق الولد علي الوالد أن يعلمه الكتاب والسباحة وألا يرزقه الا طيباً " .
فالمراد أن النبي صلي الله عليه وسلم يريد من الاباء أن يدربوا أولادهم تدريبا رياضيا حتي ينشأوا أقوياء وحتي يستطيعوا بقوتهم مواجهة الأعداء والسير في الأرض لطلب الرزق .
وقد خصها رسولنا الكريم بالذكر هنا لان فيها تنشيطاً لجميع أعضاء الجسد وهي أيضا من أهم ما يجب أن يتعلمه الانسان حتي يستطيع أن ينقذ نفسه اذا ماتعرض لعواصف البحار .
- الحق الثامن : ألا يطعمه الا طيباً .
وذلك للحديث السابق ومنه أيضاً قوله صلي الله عليه وسلم : " من سعي علي عياله من حله فهو كالمجاهد في سبيل الله , ومن طلب الدنيا حلالا في عفاف كان في درجة الشهداء " .
والمراد بالرزق الطيب هو الرزق احلال الذي لا تشوبه شائبه وأن يتحري الحلال في تجارته و أن يؤدي عمله باتقان حتي يبارك له الله في ماله وولده بل وزوجته أيضاً .
وفي الخبر : أنه مكتوب في التوراه : " من لم يبالي من أين مطعمه , لم يبال الله من أي أبواب النيران أدخًله " .
- الحق التاسع : أن يدرب ابنه علي الصلاه في سن السابعه .
ففي الحديث الشريف : " مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين , واضربوهم عليها لعشر سنين , وفرقوا بينهم في المضاجع"
وقد طلب الرسول من المسلمين أن يدربوا أولادهم علي الصلاه وهم في سن السابعه ليألفوا عليها ويتطبعوا بها , حتي اذا تأصلت فيهم انطبعت شخصيتهم بها فأصبح المحور الذي تدور حوله الشخصيه ومنه تستمر حياتها وكيانها هو المحور الديني .
قال الامام الشافعي : " علي الاباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلموهم الطهاره والصلاة ويضربوهم علي ذلك اذا غفلوا " .
- الحق العاشر : أن يفرقوا بينهم في المضاجع .
للحديث السابق ولان في ذلك مافيه من تحريك للشهوات .
- الحق الحادي عشر : أن يؤدبه بالأدب الاسلامي .
فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : " اكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم " .
و قال : " لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع " .
ذلك لأن الصغار يكتسبون العادات والأخلاق والقيم من المحيطين بهم وخاصة من أقرب الناس اليهم وهم الوالدان , فان الاسلام حرص علي مكارم الأخلاق يستمسك بها الكبار ليكتسبها الصغار فيفوزوا جميعاً برضوان الله في الاخره وسعادة الحياة الدنيا .
- الحق الثاني عشر : أن يعلمه اداب الاستئذان .
قال تعالي : " واذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم " .
فعلي الوالد أن يربي ويؤدب ولده علي هذا الاساس حتي يتعوده وحتي يكون متخلقا بتلك الأخلاق الاسلاميه .
- الحق الثالث عشر : أن يعوله حتي يبلغ سن الرشد ويستطيع الكسب .
ففي الحديث : " أفضل دينار ينفقه الرجل علي عياله ودينار ينفقه علي دابته في سبيل الله " .
وفي الحديث أيضاً : " كفي بالمرء اثما ان يضيع من يقوت " .
- الحق الرابع عشر : أن يعدل بين أولاده في العطاء والوصيه .
ورد أن أحد الصحابه أعطي أحد أولاده عطيه , زأراد أن يشهد علي ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم , فقال :" كلهم أعطيت مثل ما أعطيته ؟ " فقال الرجل : لا . فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " فليس يصلح هذا , واني والله لا أشهد الا علي الحق" .
- وقد وردت أحاديث كثيره في فضل تربية البنات وتأديبهن ومنها :
قوله صلي الله عليه وسلم فيما رواه ابن عباس : " من عال جاريتين حتي تبلغا جاء يوم القيامه انا
وهو هكذا وضم أصبعيه – كناية عن قرب الجوار في الجنه " .
وعن عوف ابن مالك أن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أنه قال : " مامن عبد يكون له ثلاث
بنات فينفق عليهن حتي يبن أو يمتن الا كن له حجاباً من النار , فقالت امراه : يا رسول الله :
وابنتان ؟ قال : وابنتان " .
وأخيرا نسأل الله سبحانه وتعالي أن يوفقنا جميعا لأداء تلك الحقوق حتي نكون من المؤمنين حقاً
وحتي يكتب لنا الله عز وجل السعاده في الدارين الدار الدنيا والدار الاخره .
| |
|