سابحة لربها Admin
عدد المساهمات : 1084 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 64
| موضوع: تفسير تبت يدا ابى لهب وتب الإثنين يونيو 25, 2012 9:00 pm | |
|
قول عن الإعجاز : قال أحدهم عن الإعجاز الذي يراه في هذه السورة : {جاء القرآن الكريم بأمور غيبية ، وجاء المستقبل مطابقا" لها تماما" ، فمن أوائل سور القرآن المكية قول الله تعالي : تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغني عنه ماله وما كسب ، سيصلي نارا" ذات لهب ، وامرأته حماله الحطب ، في جيدها حبل من مسد سورة تبت ، وسمع أبو لهب – واسمه عبد العزي ، وهذا الاسم حرام ، لذلك لم يذكره الله تعالي باسمه في السورة ، وعاش بعد ذلك عشر سنوات ، فلو قال أبو لهب أو امرأته أروي بنت حرب : لا آله إلا الله ، ولو كذبا" أو رياء" أو نفاقا" ، لأبطل الوحي كله ، هذا إعجاز غيبي خطير!} هذا مجرد نموذج من نماذج كثيرة ورد علي ألنت ، وهذا التعليق أخذناه من موقع: تفسير نت تحت عنوان نظرات في القرآن الكريم . وقال آخر:{قبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد 111، هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلي النار، أي بمعني آخر أن أبا لهب لن يدخل الإسلام. خلال عشر سنوات كل ما كان علي أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول {محمد يقول أني لن أسلم وسوف أدخل النار ولكني أعلن الأن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما" !! الأن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟ لكن أبا لهب لم يفعل ذلك تماما" رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلعم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر} هذا الكلام منسوب لدكتور كندي يدعي ملير يقولون أنه أسلم ، ونشرته العديد من المنتديات والمواقع الإلكترونية. جاء في الحديث الصحيح : {حدثنا عمرُ بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمروُ بن مُرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : {لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين صعد النبي صلعم علي الصفا فجعل يُنادي : يا بني فهر ، يا بني عدي - لبطون قريش – حتي اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا" لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا" بالوادي تريدُ أن تُغير عليكم أكنتم مُصدقي؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا" . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب : تبا" لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغني عنه ماله وما كسب سورة المسد 111 : 1 و 2 صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، سورة الشعراء 26 ، باب وانذر عشيرتك الأقربين . تحليل ونقد علمي للقصة هذه القصة تحتاج هي الأخرى شيئا" من التحليل والنقد العلمي : هناك أسئلة منطقية يطرحها الإنسان وينبغي عليه أن يطرحها بنزاهة وصدق ، ونترك القارئ وحده يحكم علي صدق هذه الأسئلة ، فالمسلمون الذين يدعون الإعجاز في هذه الآية إنما هم في الحقيقة لا يحترمون عقل الإنسان ويسقطون عمدا" أسئلة معاكسة لمنطقهم ، فمن المعروف أن سورة المسد 111 مكية وهي من أوائل السور ، فهل كان المسلمون يقرؤون هذه السورة ؟ الجواب: نعم ! هل كان المسلمون يتلون هذه السورة في صلواتهم؟ الجواب : نعم ! هل هذه السورة كلام الله وصارت جزءا" لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية منذ بدايتها؟ الجواب: نعم ! هل هذه السورة مسبة وشتيمة وهجاء لواحد من أعظم شخصيات قريش ولزوجته؟ الجواب نعم !! إذن كيف يتخيل أي إنسان أن هذا الشخص سيعتنق الإسلام ولو من باب إثبات خطأ محمد؟ هل هناك إنسان عاقل في الوجود كله يرضي أن يعتنق دينا" معينا" إن كان هذا الدين يسبه ويلعنه هو وعائلته؟ هل كان أبو لهب سيُصلي بهذه السورة يلعن فيها نفسه وعائلته بينما امرأته تردد خلفه آمين صدق الله العظيم ؟ أي منطق هذا ؟ هل هذه مساله تحتاج إلي إعجاز غيبي ليعرف المرء بأن ابا لهب لن يعتنق الإسلام أبدا" ؟ هل كنت أنت لتعتنق دينا" يقول صاحبه بأن إلهه بنفسه يلعنك ويحتقرك؟ خصوصا"شخص ذو مكانة ووجاهة بين بني قومة ؟ إنها أولا" وأخيرا" مسألة كرامة . إن محمدا حدد بنفسه موقفه من عمه ، سبه وشتمه بعد أن جُرح وشعر بالإهانة لأن عبد العزي قال له :{تبا" لك ألهذا جمعتنا ؟ ونسب تلك الأقوال للإله وهو الشيء الذي زاد عمه يقينا" بأن ابن أخيه ليس علي حق لأن تلك الكلمات إنما كلماته وهو يفرغ بها غيظه وينسبها للإله ، فازداد رفضا" وإصرارا" ، ومنذ أن قيلت تلك الآيات علم محمد بأنه خسر عمه للأبد ، وأن الأمور لن تصلح بينهما أبدا" ، وقد سجل لنا رواة السيرة القليل مما قالت زوجة أبي لهب حيث روي عنها أنها قالت : {مذمم أبينا ، ودينه قلينا ، وأمره عصينا} جاء في المستدرك علي الصحيحين جزء 2 ص 293 :{أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول : مزمما أبينا ، ودينه قلينا ، وأمره عصينا ، والنبي جالس في المسجد ومعه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك ، فقال رسول الله :{أنها لن تراني} . وقرأ قرآنا" فاعتصم به كما قال ، وقرأ : "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا" مستورا" فوقفت علي أبي بكر ولم تر رسول الله فقالت : يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني فقال : لا ورب هذا البيت ما هجاك ، فولت وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها} حديث صحيح الإسناد . وحتي أصحاب محمد لا يوجد أي قول أو فعل منهم يوحي بأنهم كانوا يتوددون إلي عبد العزي وزوجته لأن ما حصل قد حصل ! ولو قيلت نفس الكلمات في حق أي شخص ما كان سيدخل الإسلام أبدا"، ليس لأن الإله يعلم مسبقا" بمصير الناس بل لأن قبوله للإسلام معناه قبول المذلة لنفسه ! أو إزالة تلك الكلمات إزالة تامة والاعتذار عنها وهو شيء سيظهر بأن القرآن في الأخير ليس كلام الإله وبالتالي فإن الأمرين يستحيل حصولهما. لو كانت حكمة هذه السورة دقيقة لهذه الدرجة لطرحنا سؤالا" آخر: لماذا لم يوح الله بقائمة من الأسماء بها من سيدخل الإسلام ومن لا يدخله، من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار ؟ وهكذا يريح محمدا من عبء الدعوة لأي كان ! إن حدوث أمر كهذا أكثر إعجازا" من ذكر شخص واحد إذ من المستحيل أن يكون صدفة، وهكذا تصير تلك القائمة دليلا" قويا" علي صحة الإعجاز الغيبي في القرآن ؟ لماذا بالضبط أبو لهب فقط ؟ لماذا ترك الله محمدا يسترجي أبا طالب أن يسلم وهو علي فراش الموت إن كان يخبر نبيه بمن هو ذاهب إلي النار ومن هو ذاهب إلي الجنة ؟ لو افترضنا أن عبد العزي كان ذكيا" بذكاء دعاة الإعجاز وأراد أن يثبت للجميع أن قرآن محمدا كاذب ، وأن سورة المسد 111 ليست من الله ، وبالتالي ذهب إلي محمد وأعلن إسلامه لمجرد إثبات كذب محمد ! هل كان المسلمون سيعتبرون أسلامه صحيحا" ؟ حتي لو وقعت القصة مثل هذه ورواها الرواة ستجدهم يقولون كلاما" من هذا القبيل : {حدثنا فلان عن علان أن أبا لهب عليه لعنه الله ذهب بقصد الطعن في نبوة الرسول فأعلن إسلامه وشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله نفاقا" ورياء ، وبعد أن أعلن إسلامه قال : إذن لن أصلي نارا" ذات لهب كما قلت يا محمد ! لكن رسول الله أجابه : إن كنت تشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله كيف تكذب الله ورسوله ! والله إني لأعلم إنما شهدت نفاقا" ورياء ! ومات لعنه الله عليه علي كفره وتم فيه قول الله عز وجل (سيصلي نارا" ذات لهب)} انتهي ! أليس حديثا" مثل هذا كافيا" لتبرير السورة القرآنية في حال حصول هذه الفرضية ؟! ثم إن الفرضية في حد ذاتها مناقضة لنفسها ومستحيلة الحدوث ، انظروا معي : عبد العزي يشهد أن محمدا رسول الله ليثبت أنه ليس رسول الله ! أليس هذا هو التناقض بعينه !؟ أليس من المفروض أن شهادة لا إله إلا الله لا تقبل إلا إذا كان المرء مخلصا" في شهادته كما يقولون ؟! فلماذا يريدون أن يستثنوا أبا لهب في هذه الفرضية ؟ فقط لكي يثبتوا لنا أن القرآن يحتوي إعجازا" غيبيا" ؟ ألم يشترطوا شروطا" في صحة لا إله إلا الله : وهي العلم اليقين والإخلاص والمحبة والصدق والانقياد لحقوقها والقبول ؟ والشرطان الأخيران غير حاصلين في حال أعلنها أبو لهب فقط معاندة لمحمد ، لأنه حينها سيكون لم ينقد لحقوقها ولم يقبلها فعلا". ثم ألا يوجد في القرآن ما يسمي الناسخ والمنسوخ ؟ فحتي لو افترضنا أن عبد العزي أقدم علي إشهار إسلامه فإنه بآية بسيطة يمكن نسخها حرفا" وحكما" من المصحف وتضيع للأبد كما حدث مع آيات مماثلة ! أم أن هذا مستحيل الحدوث ؟ ثم بعدها يطلع لنا المفسرون بألف تفسير وألف رواية من مختلف الطرق والأسانيد ، كلها تقول بطريقة أو بأخري أنه كانت هناك سورة كنا نقرؤها فيما رفع من القرآن : تبت يدا أبي لهب وتب ما اغني عنه ماله وما كسب سيصلي نارا ذات لهب .... وعن فلان ابن علان قال : سيصلي نارا" ذات لهب (أي إذا استمر في كفره وتكذيبه لرسول الله) لكن باب الرحمة واسع لقوله عز وجل ورحمتي وسعت كل شيء سورة الأعراف 7 : 156 ، ووسعت حتي أبا لهب بعد ما كان الشيطان قد أضله ، فنسخ الله سورة المسد 111 بقوله : إلا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فإن الله غفور رحيم سورة آل عمران3: 89 ! انتهي السيناريو ! أليس هذا مما حدث في الإسلام فعلا" في مواقف عديدة ؟ فلماذا يريدون أن يجعلوا سورة المسد 111 الاستثناء الوحيد !؟ ملاحظة أخيرة ينبغي أن نوضح فيها للقاري بعض الأمور بخصوص أعمام محمد ، هم تسعة أعمام (جاء في روض الأنف : قال ابن هشام : فولد عبد المطلب بن هاشم عشرة نفر وست نسوة العباس وحمزة وعبد الله وأبا طالب – واسمه عبد مناف – والزبير والحارث وجحلا ، والمقوم وضرارا ، وأبا لهب – واسمه عبد العزي ). ولم يسلم منهم إلا اثنين فقط ، رغم أن أبا طالب كان يدافع عنه دفاع المستميت لأن القضية بالنسبة له كانت قضية شرف لا قضية دين وعقيدة ، إذ مات علي دين آبائه ولم يقبل بدخول الإسلام رغم إلحاح محمد عليه وهو علي فراش الموت ! الاثنان اللذان أسلما لم يسلما عن رغبة منهما بل كانت ظروف معينة أجبرتهما علي الدخول في الإسلام ، هما حمزة والعباس ، وهما في نفس سن محمد تقريبا" ، بينهما فارق سنتين أو ثلاث تقريبا" بحسب الروايات ، حمزة أسلم بسبب قبلي لا أكثر ولا أقل – وهو ذات السبب الذي كان لأجله يدافع ابو طالب عن محمد – حيث قيل عنه :{...كان سبب إسلام حمزة أنفة" وغصبا" لما نال أبو جهل عدو الله من النبي عليه السلام من السب و الأذى عند الصفا . أخبرت حمزة بذلك مولاة عبد الله بن جدعان ، وقد رجع من قنصه متوشحا" قوسه . وكان صاحب قنص . ورفع قوسه فضربه بها فشجه شجة منكرة" . وقال : أتشتمه فأنا علي دينه أقول ما يقول ، فرد ذلك علي إن استطعت} ( الجوهرة في نسب الرسول ، ذكر عمومة رسول الله) أما قصة إسلام العباس فقد جاءت كالآتي :{وأسر العباس يوم بدر ففدي نفسه وفدي نوفلا" وعقيلا" ابني أخويه الحارث وأبي طالب . والذي أسر عباس أبو اليسر كعب بن عمرو السلمي من بني سلمة بن الخزرج (..) إذ ذكر بعض من ألف في المغازي أنه قال لرسول الله صلعم حين أسر يوم بدر : يا رسول الله إني مسلم ، واني أخرجت كرها".فقال :{الله أعلم بإسلامك ، وأما ظاهر أمرك فعلينا} فكيف يريدون من عبد العزي أن يسلم وكل أعمامه كفروا به إلا من أكره علي الإسلام لسبب أو لآخر ؟ أنها القاعدة وليست الاستثناء ! فليس إذن هناك أي إعجاز غيبي أن يتوقع محمد كفر عمه به ، وهو أكثر أعمامه قوة ونفوذا" وأكثرهم عداوة له ، فإن كان الذين ساندوه ودافعوا عنه قد كفروا به فكم بالحري الذي يعاديه ويكرهه . ان القضية لا تحتاج ذكاء البتة.
| |
|