[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن بر الوالدين من أعظم الطاعات التى أمرنا بها الله سبحانه وتعالى وشدد عليها , وذكرت هذه الطاعة فى اكثر من موضع فى القرآن الكريم والسنة الشريفة , ولكن ما هى كيفية هذا البر ؟
يكون البر على أكثر من وجه , فالطاعة معنوية ومادية , وتكون معنويه بالشكر والكلمة الطيبة والاعتراف بالجميل وتقدير مابذلوه من جهد وقد ذكر الله سبحانه وتعالى شكر الوالدين بعد شكره سبحانه فى القرآن الكريم فى
قوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } الايه 14 سورة لقمان
ويكون البر بحسن المعاملة والرحمة والتحلى بالأخلاق حتى فى الحديث معهم وعدم التفوه بما فيه أذى لهم وحتى ولو بكلمة صغيرة أو بجزء من الكلمة كقول أف أو نهرهما و اظهار العضب لهما ..
قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
ويكون البر أيضا بالطاعة فى كل ما يأمروا به ما لم يكن اثما او معصية وحتى ان كان اثماً أو كفراً يجب مع عدم الطاعة حسن المصاحبة والمعامله الطيبة و الحساب و الجزاء على الله تعالى ..
قال تعالى : {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } لقمان15
ويكون البر أيضا بالدعاء لهم بالرحمة كما رحموك فى صغرك وقت كان لا حول لك ولا قوة لذا لابد من طلب الرحمة لهم فى كبرهم ووقت ضعفهم و ذلتهم و احتياجهم ..
قال تعالى : { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } الاسراء 24
ويكون البر بوصلهم والسؤال عنهم وملازمتهم عند حاجتهم فلا ينبغى ان ينشغل الابناء بالدنيا عن آبائهم بل يجب عليهم تخصيص بعض أوقاتهم لزيارتهم والسؤال عليهم و قضاء حوائجهم فلهذا أكبر الأثر على نفوسهم و رد لحقوقهم ..
ثبت في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال :
(( يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ ، قال : أمك ، قال : ثم
من ؟ ، قال : أمك ، قال ثم من ؟ ، قال : أمك ، قال : ثم من ؟ ، قال : أبوك . ))
ويكون البر حتى ماديا فهم أولى الناس بالمعروف وهم أولى الناس بالانفاق و قدمهم الله تعالى حتى على اليتامى و المساكين ..
قال تعالى :{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة : 215}
ومع فعل كل هذا فلا نكون قد رددنا ولو جزءً يسيراً مما قدموه لنا فى الصغر ولا مما تحملوه من أجلنا ..
يروى أنه بينما رجلا في مكة حول الكعبة بأمه طائفاً بها حاملها على ظهره لقي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فسائله هذا الرجل ( في ما معنى قولهما ) ألا تراني قد وفيت أمي حقها ؟! قال له عمر رضي الله عنه : لا و الله ما وفيتها حقها ولا طلقة من طلاقاتها , إلا انك تتمنى موتها ..
اللهم أعنا على هذه الطاعة التى هى من أعظم الطاعات . وأعنا على وصل آبائنا واجعلنا بارين مطيعين .. مبتغين بذلك رضاك وعفوك وطامعين فى جنتك ..