[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بقلم:
أم كوكو
كوكو قضت الثمانية شهور الأولي من عمرها في الكار سيت (مقعد الأطفال) في الكرسي الي جنب السواق وشها للزجاج
أنا حفضل أتندر علي كوني كنت معتبرة إن دا آآمن وضع ممكن للكار سيت جوا العربية! آه وربنا كنت فاكرة كدة.
بصوا اللي حصل إنه جالي هدية ولادتي من الشلة وضيعت الكتالوج في رحلة النقل من بيت ماما لبيتي وفضلت علي الوضع
دا لحد ما بالصدفة البحتة كنت بدوَر علي طريقة ألهي بيها كوكو عن الصريخ المتواصل –أو النوم المتواصل –
كل ما أسوق العربية, فلقيت واحدة كاتبة "يا جماعة أصل البيبي معذور .. تخيلي نفسك قاعدة لوحدك علي الكنبة وطريق
طويل ممل عينك علي ضهر الكنبة التي لا تتغير "
إيه ؟؟ ورا ؟ ضهر الكنبة ؟؟ أنتم بتقولوا ايه بالظبط ؟ دخلت بسرعة علي موقع جراكو أشوف الموديل اللي عندي
و كان ليَ رد فعل في كلمة واحدة ... "يا لهوي" .. أبو كوكو سألني إيه فيه إيه ؟ لا لا أبدا مفيش وكملت في عقلي كنت
حموَت البنت بس
فقط في مصر ممكن تركب بنتك كار سيت في أخطر وضع ممكن بالعربية لمدة 8 شهور كاملة ومحدش يحس إن فيه حاجة
غلط... فقط في مصر ممكن أب وأم و طفلين يركبوا موتوسكيل واحد من غير خوذة امان ولا أي حاجة امان اصلا .. فقط في
مصر الجد يعتبر من النوادر الطريفة انه ساق العربية وحفيده علي رجله . البلد دي ماشية بالستر مفيش كلام والسؤال الحقيقي
مش احنا بنموت بسهولة ليه لا إحنا أصلا ازاي ما بنموتش ؟
من شهر كدة كانت طلعت في دماغي اتخلي عن العربية تماما واقضيها مشي او تاكسي في أضيق الحدود,
الموضوع منطقي طنطا كلها اصلا علي بعضها اوضة وصالة المسافات مش مهولة دا غير إن حياتي اليومية محدودة بمربع
أو مربعين سكنيين علي الأكثر.
بداية سواقتي كانت في الكلية لأنها برة حدود طنطا فكان الحل الأمثل لها العربية,
أحب أعرفكم بنفسي أنا أم كوكو النموذج التقليدي جدا لسواقة الستات اللي بيتريقوا عليها ليل نهار,
منهجي في السواقة بسيط جدا طالما العربية ماشية والتكييف شغال يبقي مفيش مشكلة, اللي ورايا يحاسب
واللي جنبي حقه عليَ اني اديله اشارة, بتجاهل بقي تماما النظرات –وساعات الشتائم- اللي لو بتقتل كان
زماني اتحولت لمصفاة وتعليقات بابا ومن بعده ابو كوكو علي اصوات الخشخشة والرجرجة او شهقات الخضة
الللي بيخضوها جنبي مبالغة شديدة منهم و تحبيك للأمور مالوش أي لازمة الصراحة
بس الوضع اختلف لما كوكو جات معرفش هي الشوارع اتزحمت أكتر
ولا أنا اللي بحقيت بحس بزحمتها مع سمفونية الصريخ المتواصل اللي كوكو بتشغله من أول ما تدخل باب العربية
لحد ما تطلع منه
الحق يقال مش كل الأيام بتبقي كارثية كدة, بس فيه كوارث من نوع أخر زي إن هي مثلا تنام الساعة 8 بليل في العربية في
مشوار ياخدله نص ساعة علي ما ننزل و اصحيها,
كدة كل سنة و انتم طيبين أنا ليلتي اتضربت ومفيش نوم للفجر, طبعا طابور البنزين اخد لفة معانا,
في الظروف الطبيعية ببنزن الصبح بدري لوحدي لكن جه اسبوع كان فيه ازمة بنزين حادة لحد ما العربية كانت خلاص
حتوقف مني اضطريت أقف بكوكو في طابور مصري كلاسيكي من أبو 25 عربية دا بعد ساعة إلا ربع من عياط كوكو
المتواصل وبعد ما قدرت تفك الحزام و تنط علي الكرسي بتاعي ابتديت أنا أعيط لحد ما سواق شهم رق قلبه للفيلم الهندي اللي
شغال دا وأقتع السواقين اني اتخطي الطابور و ابنزن. في أي وضع أخر كنت ححترم الطابور بس حالتي وحالو كوكو المزرية
فوق الوصف ومش وقت تحضر خالص
بعد موقعة البنزينة بكام يوم باب عربيتي انخلع .. قلت أحسن اه والله احسن و فعَلت مشروع التخلي عن العربية دا مفيش كمان
كام يوم وأبو كوكو عمل بعربيته حادثة .. متقلقوش الحمد الله ابو كوكو سليم الحمد لله فداه أما العربية بقي فيستحضرني مشهد
العيال كبرت بتاع "كل شئ مستقل بذاته" وتحولنا فجأة من بيت عنده عربيتين ل ولا عربية. بسبب أحداث البلد مش عارفين
نصلح العربيات بسرعة وداخلين علي ما يقرٌب من شهر اهو لبني ادمين طبيعين بتمشي في الشارع, طبعا التفسير التقليدي انها
عين صابتنا بس في الحقيقة أنا ليَ رأي تاني انها عين حررتنا من القيود اللي مكبلين بيها نفسنا.
الفترة الأخيرة من حياتي العربية تحولت لعبء انا كنت بخترع مشاوير أعملها بيها عشان البطارية ماتنامش, كوكو في
الstroller أحسن حالا بمراحل من ركوب العربية, لو خايفة تنام مني بركب تاكسي وأصحصحها معايا, الحياة متوقفتش ولا
الدنيا اتهدت لما بقيت بلا عربية بالعكس هي بقت أسهل كتير من غير وجع دماغ الزحمة والمهمة المستحيلة في ايجاد مركن ولا
ان كوكو تفك الحزام وتنط عليَ وأنا سايقة (حدث بالفعل) أنا حرة خفيفة طليقة بيطلع عيني بس وأنا شايلة كتير لكن في النهاية
دا حيربي لي عضلات مطلوبة لمواجهة زمن العك
منقول